@ 31 @
فمنعه الخزنة فأتى كل دابة من دواب الأرض وعرض نفسه عليها أنها تحمله حتى يدخل الجنة ليكلم أدم وزوجته فكل الدواب أبى عليه حتى أتى الحية وقال لها أمنعك من ابن آدم فأنت في ذمتي إن أنت ادخلتني فجعلته بين نابين من أنيابها ثم دخلت به وكانت كاسية على أربعة قوائم من أحسن دابة خلقها الله كأنها بختية فأعراها الله وجعلها تمشي على بطنها
قال ابن عباس اقتلوها حيث وجدتموها واخفروا ذمة عدو الله فيها
فلما دخلت الحية الجنة خرج إبليس من فيها فناح عليهما نياحه أحزنتهما حين سمعاها فقالا له ما يبكيك
قال أبكي عليكما تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والكرامة
فوقع ذلك في أنفسهما ثم أتاهما فوسوس لهما وقال {يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى}
وقال {ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين} أي تكونا ملكين أو تخلدا إن لم تكونا ملكين في نعمة الجنة
قال الله تعالى {فدلاهما بغرور} وكان انفعال حواء لوسوسته أعظم فدعاها آدم لحاجته فقالت لا إلا أن تأتي ههنا فلما أتى قالت لا إلا أن تأكل من هذه الشجرة وهي الحنطة قال فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وكان لباسهما الظفر