كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 33 @
خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أهبط منها وفيه تاب الله عليه وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة يقللها لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه
قال عبد الله بن سلام قد علمت أي ساعة هي هي آخر ساعة من النهار
$ قدر لبث آدم في الجنة $
وقال أبو العالية أخرج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة منه وهبط إلى الأرض لتسع ساعات مضين من ذلك اليوم وكن مكثه في الجنة خمس ساعات منه وقيل كان مكثه ثلاث ساعات منه
فإن كان قائل هذا القول أراد أنه سكن الفردوس لساعتين مضتا من يوم الجمعة من أيام الدنيا التي هي ما هي به اليوم فلم يبعد قوله من الصواب لأن الأخبار كذا كانت واردة عن السلف من أهل العلم بأن آدم خلق آخر ساعة من اليوم السادس التي مقدار اليوم منها ألف سنة من سنيننا فمعلوم أن الساعة الواحدة من ذلك اليوم ثلاثة وثمانون عاما من أعوامنا وقد ذكرنا أن آدم بعد أن خمر ربنا طينته بقي قبل أن ينفخ فيه الروح أربعين عاما وذلك لا شك أنه عنى به اعوامنا ثم بعد ان نفخ فيه الروح إلى أن تناهى أمره وأسكن الجنة وأهبط إلى الأرض غير مستنكر أن يكون مقدار ذلك من سنيننا قدر خمس وثلاثين سنة وإن كان أراد أنه سكن الجنة لساعتين مضتا من نهار يوم الجمعة من الأيام التي مقدار اليوم منها ألف سنة من سنيننا فقد قال غير الحق لأن كل من له قول في ذلك من أهل العلم يقول أنه نفخ فيه الروح آخر نهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس وقد روى أبو صالح عن ابن عباس ان مكث آدم كان في الجنة نصف يوم كان مقداره خمسمائة عام وهذا أيضا خلاف ما وردت به الأخبار عن النبي وعن العلماء
$ ذكر الموضع الذي أهبط فيه آدم وحواء من الأرض $
قيل ثم إن الله تعالى أهبط ى دم قبل غروب الشمس من اليوم الذي خلقه فيه وهو

الصفحة 33