@ 38 @
الوحم والوصب والطلق حين ولدتهما ورأت معهما الدم وكانت حواء فيما يذكرون لا تحمل إلا توأما ذكرا وانثى فولدت حواء لآدم أربعين ولدا لصلبه من ذكر وانثى في عشرين بطنا وكان الولد منهم أي أخواته شاء تزوج الا توأمته التي تولد معه فإنها لا تحل له وذلك أنه لم يكن يومئذ نساء الا اخواتهم وامهم حواء فأمر آدم ابنه قابيل أن ينكح توأمة هابيل وأمر هابيل أن ينكح توأمة أخيه قابيل
وقيل: بل كان آدم غائبا وكان لما أراد السير قال للسماء: احفظي ولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وللجبال فأبتوقال لقابيل فقال: نعم تذهب وترجع وستجد ما يسرك فانطلق آدم فكان ما نذكره وفيه قال الله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}
فلما قال آدم لقلبيل وهابيل في معنى نكاح أختيهما ما قال لهما سلم هابيل لذلك ورضي به وأبى ذلك قابيل وكرهه تكرها عن أختهابيل ورغب بأخته عن هابيل وفال: نحن من ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض فأنا أحق بأختي
وقال بعض أهل العلم: إن أخت قابيل كانت من أحسن الناس فضن بها على أخيه وأرادها لنفسه وانهما لم يكونا من ولادة الجنة إنما كانا من ولادة الأرض والله اعلم فقال له أبوه آدم: يا بني إنها لا تحل لك فأبى أن يقبل ذلك من أبيه فقال له أبوه يا بني فقرب قربانا ويقرب أخوك هابيل قربانا فأيكما قبل الله قربانه فهو أحق بها وكان قابيل على بذر الأرض وهابيل على رعاية الماشية فقرب قابيل قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه وقيل قرب بقرة فأرسل الله نارا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله الله فلما قبل الله قربان هابيل وكان في ذلك القضاء له بأخت قابيل غضب قابيل وغلب عليه الكبر واستحوذ عليه الشيطان قال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي قال هابيل: {إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} الى قوله تعالى {فطوعت له نفسه قتل أخيه} فاتبعه وهو في ماشيته فقتله