@ 41 @
قلت إنما كان الله تعالى يميت أولادهم اولا وأحيا هذا المسمى بعبد الحارث امتحانا واختبارا وإن كان الله تعالى يعلم الأشياء بغير امتحان علما لا يتعلق به الثواب والعقاب ومن الدليل على أن القاتل والمقتول ابنا آدم لصلبه ما رواه العلماء عن علي بن أبي طالب أن آدم قال لما قتل هابيل
(تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر قبيح)
(تغير كل ذي طعم ولو ن ... وقل بشاشة الوجه المليح)
في أبيات غيرها جيوموث وقد زعم أكثر علماء الفرس أن جيوموث هو آدم وزعم بعضهم أنه ابن آدم لصلبه من حولء وقالوا فيه أوقوالا كثيرة يطول بذكرها الكتاب إذ كان قصدنا ذكر الملوك وأيامهم ولم يكن ذكر الاختلاف في نسب ملك من جنس ما أنشأنا له الكتاب فإن ذكرنا من ذلك شيئا فالتعريف من ذكرنا ليعرفه من لم يكن عارفا به وقد خالف علماء الفرس فيما قالوا من ذلك آخرون من غيرهم ممن زعم أنه غير آدم ووافق علماء الفرس على اسمه وخالفهم في عينه وصفته فزعم أن جيومرث الذي زعمت الفرس أنه آدم إنما حام بن يافث بن نوح وأنه كان معمرا سيدا نزل جبل دنباوند من جبال طبرستان من أرض المشرق وتملك بها وبفارس وعظم أمره وأمر