كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 42 @
ولده حتى ملكوا بابل وملكوا في بعض الأوقات الأقاليم كلها
وابنتي جيومرث المدن والحصون وأعد السلاح واتخذ الخيل وتجبر في آخر أمره وتسمى بآدم وقال من سماني بغيره قتلته وتزوج ثلاثين امرأة فكثر منهن نسله وإن ماري ابنه وماريانه أخته ممن كانا ولدا في آخر عمره فأعجب بهما وقدمهما فصار الملوك من نسلهما
قال ابو جعفر وإنما ذكرت من امر جيومرث في هذا الموضع ما ذكرت لأنه لا تدافع بين علماء الأمم أنه أبو الفرس من العجم وإنما اختلفوا فيه هل هو آدم أبو البشر أم غيره على ما ذكرناه ومع ذلك فلأن ملكه وملك أولاده لم يزل منتظما على سياق متصل بأرض المشرق وجبالها إلى أن قتل يزدجرد بن شهريار بمرو أيام عثمان بن عفان والتاريخ على أسماء ملوكهم أسهل بيانا وأقرب إلى التحقيق منه على أعمار ملوك غيرهم من الأمم إذ لا يعلم أمة من الأمم الذين ينتسبون إلى آدم دامت لهم المملكة واتصل الملك لملوكهم ياخذخ آخرهم عن أولهم وغابرهم عن سالفهم سواهم
وأنا ذاكر ما نتهى إلينا من القول في عمر آدم وأعمار من بعده من ولده من الملوك والأنبياء وجيومرث أبي الفرس فأذكر ما ختلفوا فيه من أمرهم إلى الحال التي اجتمعوا عليها واتفقوا على ملك منهم في زمان بعينه أنه هو الملك في ذلك الزمان إن شاء الله
وكان آدم مع أعطاه الله تعالى من ملك الأرض نبيا رسولا إلى ولده وأنزل الله عليه إحدى وعشرين صحيفة كتبها آدم بيده علمه إياها جبريل روى أبو ذر عن النبي أنه قال الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا قال قلت يا رسول الله كم الرسل من ذلك قال ثلثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا يعني كثيرا طيبا قال قلت من اولهم قال آدم قال قلت يا رسول وهو نبي مرسل قال نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم سواه رجلا
وكان ممن أنزل عليه تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وحروف المعجم في إحدى وعشرين ورقة

الصفحة 42