@ 43 @
$ ذكر ولادة شيث $
ومن الأحداث في أيامه شيث وكانت ولادته بعد مضي مائة وعشرين سنة لآدم وبعد قتل هابيل بخمس سنين وقيل ولد فردا بغير توأم وتفسير شيث هبة الله ومعناه أنه خلف من هابيل وهو وصي آدم وقال ابن عباس كان معه توأم ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى شيث وعلمه ساعات الليل والنهار وعبادة الخلوة في كل ساعة منها وأعلمه بالطوفان وصارت الرياسة بعد آدم إليه وأنزل الله عليه خمسين صحيفة وإليه أنساب بني آدم كلهم اليوم وأما الفرس الذين قالوا: إن جيومرث هو آدم فإنهم قالوا ولد لجيومرث ابنته ميشان أخت ميشي وتوج ميشي أخته ميشان فولدت له سيامك وسامي فولد لسيامك بن جيومرث أفروال ودقس وبواسب وأجرب وأوراش وأمهم جميعا سيامي ابنة ميشي وهي اخت أبيهم وذكروا أن الأرض كلها سبعة أقاليم فأرض بابل وما يوصل إليه مما يأتيه الناس برا وبحرا فهو من إقليم واحد وسكانه ولد أفروال بن سيامك وأعقابهم
فولد لا فروال بن سيامك من افرى ابنة سيامك أوشهنج بيشداد الملك وهو الذي خلف جده جيومرث في الملك وهو أو لمن جمع ملك القاليم السبعة وسنذكر أخباره وكان بعضهم يزعم أن اوشهنج هذا هو ابن آدم لصلبه من حواء
وأما ابن الكلبي فإنه زعم أن أول من ملك الأرض أوشهنق بن عامر بن شالخ بن ارفخش ذبن سام بن نوح قال والفرس تزعم أنه كان بعد آدم بمائتي سنة وإنما كان بعد نوح بمائتي سنة ولم تعرف الفرس ما كان قبل نوح
والذي ذكره هشام بن الكلبي لا وجه له لأن اوشهنج مشهور عند الفرس وكل قوم أعلم بأنسابهم وأيامهم من غيرهم قال وقد زعم بعض نسابة الفرس أن أوشهنج هذا هو مهلائيل وأن أباه أفروال هو قينان وان سيامك هو انوش أبو قينان وان ميشي هو شيث أبو أنوش وأن جيومرث هو آدم فإن كان الأمر كما زعم فلا شك أن أوشهنج كان في زمن آدم رجلا وذلك لأن مهلائيل فيما ذكر في الكتب الأولى كانت ولادة أمه دينه ابنة براكيل بن محويل بن جنوخ بن قين بن آدم وأتاه بعد ما مضى من عمر آدم ثلثممائة سنة وخمس وتسعون سنة وقد كان له حين وفاة آدم ستمائة سنة وخمس وستون سنة على حساب أن عمر آدم ألف سنة وقد زعمت الفرس أن ملك أوشهنج كان أربعين سنة فان كان