كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 45 @
القيامة فجعل يعرضهم على آدم فرأى منهم رجلا يزهر قال أي رب أي بني هذا قال ابنك داود قال كم عمره قال ستون سنة قال زده من العمر قال الله تعالى لا إلا أن تزيده أنت وكان عمر آدم ألف سنة فوهب له أربعين سنة فكتبت عليه بذلك كتبا وأشهد عليه الملائكة فلما احتضر آدم أتته الملائكة لتقبض روحه فقال قد بقي من عمري أربعون سنة قالوا إنك قد وهبتها لابنك داود قال ما فعلت ولا وهبت له شيئا فأنزل الله عليه الكتاب وأقام الملائكة شهودا فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة
وروي مثل هذا عن عن جماعة منهم سعيد بن جبير وقال ابن عباس كان عمر آدم تسعمائة سنة وستا وثلاثين سنة وأهل التوراة يزعمون أن عمر آدم تسعمائة سنة وثلاثون سنة والأخبار عن رسول الله والعلماء ما ذكرنا ورسول الله أعلم الخلق وعلى رواية أبي هريرة التي فيها أن آدم وهب داود من عمره ستين سنة لم يكن كثير اختلاف بين الحديثين وما في التوراة من أن عمره كان تسعمائة وثلاثين سنة فلعل الله ذكر عمره بين التوراة سوى ما وهبه لداود قال ابن إسحق عن يحيي بن عباد عن أبيه قال بلغني أن آدم حين مات بعث الله بكفنه وحنوطه من الجنة ثم وليت الملائكة قبره ودفنه حتى غيبوه وروى أب يبن كعب عن النبي أن آدم حين حضرته الوفاة بعث الله إليه بحنوطه وكفنه من الجنة فلما رأت حواء الملائكة ذهبت لتدخل دونهم فقال خلي عني وعن رسل ربي فما لقيت ما لقيت إلا منك ولا أصابني ما أصابني ألا فيك فلما قبض غسلوه بالسدر والماء وترا وكفنوه في وتر من الثياب ثم لحدوا له ودفنوه ثم قالوا هذه سنة ولد آدم من بعده قال ابن عباس لما مات آدم قال شيث لجبرائيل صل عليه فقال تقدن أنت فصل على أبيك فكبر عليه ثلاثين تكبيرة فأما خمس فهي الصلاة وأما خمس وعشرون تفضيلا لآدم وقيل دفن في غار في جبل أبي قبيس يقال له غار الكبر وقال ابن عباس لما خرج نوح من السفينة دفن آدم ببيت المقدس وكانت وفاته يوم الجمعة كما تقدم وذكر أن حواء عاشت بعده سنة ثم ماتت فدفنت مع زوجها في الغار الذي ذكرت إلى وقت الطوفان واستخرجهما نوح وجعلها في تابوت ثم حملها معه في السفينة فلما غاضت بالأرض الماء ردهما إلى مكانهما الذي كانا فيه قبل الطوفان قال وكانت حواء فيما ذكر قد غزلت ونسجت وعجنت وخبزت وعملت أعمال النساء كلها

الصفحة 45