كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 459 @
حملا أخاه وقطعوا رأسيهما واستبقوا حصن ابن حذيفة لصباه وكان عدد من قتل في هذه الوقعة من فزارة وأسد وغطفان ما يزيد على أربعمائة قتيل وقتل من عبس ما يزيد على عشرين قتيلا وكانت فزارة تسمي هذه الوقعة البوار وقال قيس بن زهير
( أقام على الهباءة خير ميت ... وأكرمه حذيفة لا يريم )
( لقد فجعت به قيس جميعا ... موالي القوم والقوم الصميم )
( وعم به لمقتله بعيد ... وخص به لمقتله حميم )
وهي طويلة وقال أيضا
( ألم تر أن خير الناس أمسى ... على جفر الهباءة لا يريم )
( فلولا ظلمه ما زلت أبكي ... عليه الدهر ما طلع النجوم )
( ولكن الفتى حمل بن بدر ... بغى والبغي مرتعه وخيم )
وأكثروا القول في يوم الهباءة
ثم إن عبسا ندمت على ما فعلت يوم الهباءة ولام بعضهم بعضا فاجتمعت فزارة إلى سنان بن أبي حارثة المري وشكوا إليه ما نزل بهم فأعظمه وذم عبسا وعزم على أن يجمع العرب ويأخذ بثار بني بدر وفزارة وبث رسله فاجتمع من العرب خلق كثير لا يحصون ونهى أصحابه عن التعرض إلى الأموال والغنيمة وأمرهم بالصبر وساروا إلى بني عبس فلما بلغهم مسيرهم إليهم قال قيس الرأي أننا لا نلقاهم فإننا قد وترناهم فهم يطالبوننا بالذحول والطوائل وقد رأوا ما نالهم بالأمس باشتغالهم بالنهب والمال فهم لا يتعرضون إليه الآن والذي ينبغي أن نفعله أننا نرسل الظعائن والأموال إلى بني عامر فإن الدم لنا قبلهم فهم لا يتعرضون لكم ويبقى أولو القوة والجلد على ظهور

الصفحة 459