كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 467 @
$ ذكر الفجار الأول والثاني $
أما الفجار الأول فلم يكن فيه كثير امر ليذكر وإنما ذكرناه لئلا يرى ذكر الفجار الثاني وما كان فيه من الأمور العظيمة فيظن أن الأول مثله وقد أهملناه فلهذا ذكرناه قال ابن إسحاق كان الفجار الأول بين قريش ومن معها من كنانة كلها وبين قيس عيلان
وسببه أن رجلا من كنانة كان عليه دين لرجل من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن فأعدم الكناني فوافى النصري سوق عكاظ بقرد وقال من يبيعني مثل هذا بما لي على فلان الكناني فعل ذلك تعييرا للكناني وقومه فمر به رجل من كنانة فضرب القرد بالسيف فقتله أنفة مما قال النصري فصرخ النصري في قيس وصرخ الكناني في كنانة فاجتمع الناس وتحاوروا حتى كاد يكون بينهم القتال ثم اصطلحوا
وقيل كان سببه أن فتية من قريش قعدوا إلى امرأة من بني عامر وهي وضيئة عليها برقع فقالوا لها اسفري لننظر وجهك فلم تفعل فقام غلام منهم فشق ذيل إلى ظهرها ولم تشعر فلما قامت انكشفت دبرها فضحكوا وقالوا منعتينا النظر إلى وجهك فقد نظرنا إلى دبرك فصاحت المرأة يا بني عامر فضحت
فأتاها الناس واشتجروا حتى كان يكون قتال ثم رأوا أن الأمير يسير فاصطلحوا
وقيل بل قعد رجل من بني غفار يقال له أبو معشر بن مكرز وكان غازيا منيعا في نفسه وكان بسوق عكاظ فمد رجله ثم قال
(نحن بنو مدركة بن خندف ... من يطعنوا في عينه لا يطرف)

الصفحة 467