كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 468 @
( ومن يكونوا قومه يغطرف ... كأنه لجة بحر مسرف )
أنا والله أعز العرب فمن زعم أنه أعز مني فليضربها بالسيف فقام رجل من قيس يقال له أحمر بن مازن فضربها بالسيف فخدشها خدشا غير كثير فاختصم الناس ثم اصطلحوا بنو نصر بن بالنون
وأما الفجار الثاني وكان بعد الفيل بعشرين سنة وبعد موت عبد المطلب باثني عشرة سنة ولم يكن في أيام العرب أشهر منه ولا أعظم وإنما سمي الفجار لما استحل الحيان كنانة وقيس فيه من المحارم وكان قبله يوم جبلة وهو مذكور من أيام العرب والفجار أعظم منه وكان سببه أن البراض بن قيس بن رافع الكناني ثم الضمري وكان رجلا فاتكا خليعا قد خلعه قومه لكثرة شره وكان يضرب المثل بفتكه فيقال أفتك من البراض قال بعضهم
( والفتى من تعرفته الليالي ... فهو فيها كالحية النضناض )
( كل يوم له بصرف الليالي ... فتكه مثل فتكة البراض )
خرج حتى قدم على النعمان بن المنذر وكان النعمان يبعث كل عام بلطيمة للتجارة إلى عكاظ تباع له هناك وكان عكاظ وذو المجاز ومجنة أسواقا تجتمع بها العرب كل عام إذا حضر الموسم فيؤمن بعضهم بعضها حتى تنقضي أيامها وكانت مجنة بالظهران وكان عكاظ بين نخلة والطائف وكان ذو المجاز بالجانب الأيسر إذا وقفت على الموقف فقال النعمان وعنده البراض وعروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب المعروف بالرحال وإنما قيل له ذلك لكثرة رحلته إلى الملوك
من يجيز لي لطيمتي هذه حتى يبلغها عكاظ
فقال البراض أبيت اللعن أنا أجيزها على كنانة فقال النعمان إنما أريد من يجيزها على كنانة وقيس فقال عروة أكلب خليع يجيزها لك أبيت اللعن أنا أجيزها على أهل الشيخ والقيصوم من أهل تهامة وأهل نجد فقال البراض وغضب وعلى

الصفحة 468