كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 475 @
سعد بن ضبة وثعلبة بن عدي وثعلبة بن سعد بن ذبيان وكانوا متجاورين بصحراء فلج فاقتتلوا فانهزمت الثعالبة وقتل منهم مقتلة عظيمة وغنم بنو شيبان أموالهم ومروا على بني حنظلة من تميم وهم بين صحراء فلج وغبيط المدرة فاستاقوا إبلهم فركبت إليهم بنو مالك يقدمهم عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي وفرسان بني يربوع وساروا في أثر بني شيبان ومعه من رؤساء تميم الأحيمر بن عبد الله وأسيد بن جباة وحر بن سعد ومالك بن نويرة فأدركوهم بغبيط المدرة فقاتلوهم وصبر الفريقان ثم انهزمت شيبان واستعادت تميم ما كانوا غنموه من أموالهم وقتلت بنو شيبان أبا مرحب ربيعة بن حصية وألح عتيبة بن الحارث على بسطام بن قيس فأدركه فقال له استأسر أبا الصهباء فأنا خير لك من الفلاة والعطش فاستأسر له بسطام بن قيس فقال بنو ثعلبة لعتيبة إن أبا مرحب قد قتل وقد أسرت بسطاما وهو قاتل مليل وبجير ابني أبي مليل ومالك بن حطان وغيرهم فاقتله قال إني معيل وأنا أحب اللبن قالوا إنك تفاديه فيعود فيحربنا ما لنا فأبى عليهم وسار إلى بني عامر بن صعصعة لئلا يؤخذ فيقتل وإنما قصد عامرا لأن عمته خولة بنت شهاب كانت ناكحا فيهم فقال ملك بن نويرة في ذلك
( لله عتاب بن مية إذ رأى ... إلى ثأرنا في كفه يتلدد )
( أتحيي امرءا أردى بجيرا ومالكا ... وأتوى حريثا بعدما كان يقصد )
( ونحن ثأرنا قبل ذاك ابن أمه ... غداة الكلابيين والجمع يشهد )
فلما توسط عتيبة بيوت بني عامر صاح بسطام وأشيباناه ولا شيبان لي اليوم فبعث إليه عامر بن الطفيل إن استطعت أن تلجأ إلى قبتي فافعل فإني سأمنعك وإن لم تستطع فاقذف نفسك في الركا فإني عتيبة تابعه من الجن فأخبره بذلك فأمر ببيته فقوض فركب فرسه وأخذ سلامه ثم أتى مجلس بني جعفر وفيه عامر بن الطفيل الغنوي فحياهم وقال يا عامر قد بلغني الذي أرسلت به إلى بسطام فأنا مخيرك فيه خصالا ثلاثا فقال عامر وما هي قال إن شئت فاعطني خلعتك وخلعة أهل بيتك حتى أطلقه لك فليست خلعتك وخلعة أهل بيتك بشر من خلعته وخلعة أهل بيته فقال عامر هذا لا سبيل إليه قال عتيبة ضع رجلك مكان رجله فليست عندي بشر منه فقال ما كنت لأفعل قال عتيبة تتبعني إذا جازوت هذه الرابية فتقار عني عنه على الموت فقال عامر هذه

الصفحة 475