كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 476 @
أبغضهن إلي فانصرف به عتيبة إلى بني عبيد بن ثعلبة فرأى بسطام مركب أم عتيبة رثا فقال يا عتيبة هذا رحل أمك قال نعم قال ما رأيت رحل أم سيد قط مثل هذا فقال عتيبة واللات والعزى لا أطلقك حتى تأتيني أمك بهودجا وكان كبيرا ذا ثمن كثير وهذا الذي أراد بسطام ليرغب فيه فلا يقتله فأرسل بسطام فأحضر هودج أمه وفادى نفسه بأربعمائة بعير وقيل بألف بعير وثلاثين فرسا وهودج أمه وحدجها وخلص من الأسر فلما خلص من الأسر أذكى العيون على عتيبة وإبله فعادت إليه عيونه فأخبروه أنها على أراب فأغار عليها وأخذ الإبل كلها ومالهم معها
(عتيبة) بالتاء فوقها نقطتان والياء تحتها نقطتان ساكنة وفي آخرها باء موحدة
$ يوم لشيبان على بني تميم $
قال أبو عبيدة خرج الأقرع بن حابس وأخوه فراس التميميان وهما الأقرعان في بني مجاشع من تميم وهما يريدان الغارة على بكر بن وائل ومعهما البروك أبو جعل فلقيهم بسطام بن قيس الشيباني وعمران بن مرة في بني بكر بن وائل بزبالة فاقتتلوا قتالا شديدا ظفرت فيه بكر وانهزمت تميم وأسر الأقرعان وأبو جعفر وناس كثير وافتدى الأقرعان نفسيهما من بسطام وعاهداه على إرسال الفداء فأطلقهما فبعدا ولم يرسلا شيئا وكان في الأسرى إنسان من يربوع فسمع بسطام بن قيس في الليل يقول
(فدى بوالدة علي شفيقة ... فكأنها حرض على الأسقام)
(لو أنها علمت فيسكن جأشها ... أني سقط العشاء به على بسطام)
(سقط العشاء به على متنعم ... سمح اليدين معاود الأقدام)
فلما سمع بسطام ذلك منه قال له وأبيك لا يخبر أمك عنه غيرك وأطلقه وقال ابن رميض العنزي
(جاءت هدايا من الرحمن من مرسلة ... حتى أنخيت لدى أبيات بسطام)

الصفحة 476