@ 48 @
وأما التوراة ففيها أن مهلائيل ولد بعد أن مضى من عمر آدم عليه السلام ثلاثمائة وخمس وتسعون سنة ومن عمر قينان سبعون وولد يرد لمهلائيل بعد ما مضى من عمر آدم أربعمائة سنة وستون سنة فكان على منهاج أبيه غير أن الأحداث بدأت في زمانه
$ ذكر الأحداث التي كانت من لدن ملك شيث إلى أن ملك يرد $
- ذكر أن قابيل لما قتل هابيل وهرب من أبيه آدم إلى اليمن أتاه إبليس فقال له إن هابيل إنما قبل قربانه وأكلته النار لأنه كان يخدم النار ويعبدها فانصب أنت أيضا نارا تكون لك ولعقبك فبنى بيت نار فهو أول من نصب النار وعبدها
وقال ابن إسحاق إن قينا وهو قابيل نحك أخته أشوث بنت آدم فولدت له رجلا وامرأة خنوخ بن قين وعذب بنت قين فنكح أخته عذب فولدت ثلاثة بنين وامرأة غيرد ومحويل وأنوشيل وموليث ابنة خنوخ فنكح أنوشيل بن خنوخ أخته موليث وولدت له رجلا اسمه لامك فنكح لامك امرأتين اسم أحداهما عدى والأخرى صلى فولدت عدى بولس بن لامك فكان اول من سكن القباب واقتنى المال وتوبلين فكان أول من ضرب بالونج والصنج وولدت رجلا اسمه توبلقين وكان أول من عمل النحاس والحديد وكان أولادهم فراعنة وجبابرة وكانوا قد أعطوا بسطة في الخلق قال ثم انقرض ولد قين ولم يتركوا عقبا إلا قليلا وذرية آدم كلها جهلت أنسابهم وانقطع نسلهم إلا ما كان من شيث فمنه كان النسل وأنساب الناس اليوم كلهم إليه دون أولاد أبيه آدم ولم يذكر ابن إسحاق من أمر قابيل وولده إلا ما حكيت
وقال غيره من أهل التوراة إن أول من اتخذ الملاهي من ولد قابيل رجل يقال له ثوبال بن قابيل اتخذها في زمان مهلائيل بن قينان اتخذ المزامير والطنابير والطبول والعيدان والمعارف فانهمك ولد قابيل في اللهو وتناهي خبرهم إلى من بالجبل من ولد شيث فهم منهم مائة رجل بالنزول إليهم وبمخالفة ما أوصاهم به آباؤهم وبلغ ذلك يارد فوعظهم ونهاهم فلم يقبلوا ونزلوا إلى ولد قابيل فاعجبوا بما رأوا منهم فلما أرادوا الرجوع حيل بينهم وبين ذلك لدعوة يبقت من آبائهم فلما أبطأوا ظن من بالجبل ممن كان في نفسه زيغ انهم إقاموا اغتباطا فتسللوا ينزلون من الجبل ورأوا اللهو فاعجبهم ووافقوا نساء من ولد قابيل مشترعات إليهم وصرن معهم