كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 490 @
$ يوم النسار $
النسار أجبل متجاورة وعندها كانت الوقعة وهو موضع معروف عندهم وكان سبب ذلك اليوم أن بني تميم بن مر بن أد كانوا يأكلون عمومتهم ضبة بن أد وبني عبد مناة بن أد فأصابت ضبة رهطا من تميم فطلبتهم تميم فانزاحت جماعة الرباب وهم تيم وعدي وثور وأطحل وعكل بنو عبعد مناة بن أد وضبة بن أد وإنما سمو الرباب لأنهم غمسوا أيديهم في الرب حتى تحالفوا فلحقت ببني أسد وهم يومئذ حلفاء لبني ذبيان بعن بغيض فنادى صارخ بني ضبة يا آل خندف فاصرختهم بنو أسد وهو أول يوم تخندفت فيه ضبة واستمدوا حليفهم ظبيا وغطفان فكان رئيس أسد يوم النسار عوف بن عبد الله بن عامر بن جذيمة بن نصر بن قعين وقيل خالد بن نضلة وكان رئيس الرباب حذيفة بن بدر وفيه يقول زهير بن أبي سلمى
(ومن مثل حصن في الحروب ومثله ... لا نداد ضيم أو لأمر يحاوله)
(إذا حل أحياء الأحاليف حوله ... بذي نجب هداته وصواهله)
فلما بلغ بني تميم ذلك استمدوا بني عامر بن صعصعة فأمدوهم وكان حاجب بن زرارة على بني تميم وكان عامر بن صعصعة جوابا وهو لقب مالك بن كعب من بني أبي بكر بن كلاب لأن بني جعفر كانوات جوابين قد أخرجهم إلى بني الحارث بن كعب فحالفوهم وقيل كان رئيس عامر شريح بن مالك القشيري وسار الجمعان فالتقوا بالنسار واقتتلوا فصبرت عامر واستحر بهم القتل وانفضت تميم فنجت ولم

الصفحة 490