@ 492 @
(نعلوا الفوارس بالسيوف ونعتري ... والخيل مشعلة النحور من البدم)
(يخرجن من خلل الغبار عوابسا ... خبب السباع بكل ليث ضيغم)
وهي عدة أبيات وقال أيضا
(يوم الجفار ويوم النسار كانا عذابا وكانا غراما)
(فاما تميم تميم بن مر ... فألفاهم القوم روبى نياما)
(وأما بنو عامر بالجفار ... ويوم النسار فكانوا نعاما)
فلما أكثر بشر على تميم قيل له مالك ولتميم وهم أقرب الناس منك أرحاما فقال إذا فرغت منهم فرغت من الناس ولم يبق أحد
$ يوم الصفقة والكلاب الثاني $
أما يوم الصفقة وسببه فإن باذان نائب كسرى أبرويز بن هرمز باليمن أرسل إليه حملا من اليمن فلما بلغ الحمل إلى نطاع من أرض نجد أغارت تميم عليه وانتهبوه وسلبوا رسل كسرى وأساورته فقدموا على هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة مسلوبين فأحسن إليهم وكساهم وقد كان قبل هذا إذا أرسل كسرى لطيمة تباع باليمن يجهز رسله ويخفرهم ويحسن جوارهم وكان كسرى يشتهي أن يراه ليجازيه على فعله فلما أحسن أخيرا إلى هؤلاء الرسل الذين أخذتهم تميم قالوا له إن الملك لا يزال يذكرك ويؤثر أن تقدم عليه
فسار معهم إليه فلما قدم عليه أكرمه وأحسن إليه وجعل يحادثه لينظر عقله فرأى ما سره فأمر له بمال كثير وتوجه بتاج من تيجانه وأقطعه أموالا نهجر وكان هوذة نصرانيا وأمره كسرى ان يغزو هو المكعبر مع عساكر كسرى بني تميم فساروا إلى هجر ونزلوا بالمشقر وخاف المكعبر وهوذة إن يدخلا بلاد تميم لأنها لا تحتملها العجم وأهلها بها ممتنعون فبعثا رجالا من تميم يدعونهم إلى الميرة وكانت شديدة فأقبلوا على كل صعب وذلول فجعل المكعبر يدخلهم الحصن خمسمة خمسة وعشرة