كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 496 @
(فإن تقتلوني تقتلوا بي سيدا ... وإن تطلقوني تحربوني ماليا)
(أبو كرب) بشر بن علقمة بن الحارث
(والأيهمان) الأسود بن علقمة بن الحرث والعاقب وهو عبد المسيح بن الأبيض وقيس بن معد يكرب فزعموا أن قيسا قال لو جعلتني أول القوم لأفتديته بكل ما أملك ثم قتل ولم يقبل له فدية
(رباب) بالراء والباء الموحدة
$ يوم ظهر الدهناء $
هو يوم بين طيء وأسد بن خزيمة وسبب ذلك أن أوس بن حارثة بن لأم الطائي كان سيدا مطاعا في قومه وجوادا مقداما فوفد هو وحاتم الطائي على عمرو بن هند فدعا عمرو أوسا فقال له أنت أفضل أم حاتم فقال أبيت اللعن إن حاتما أوحدها وأنا أحدها ولو ملكني حاتم وولدي ولحمتي لوهبنا في غداة واحدة ثم دعا عمرو حاتما فقال له أنت أفضل أم أوس فقال أبيت اللعن إنما ذكرت أوسا ولأحد ولده أفضل مني فاستحسن ذلك منهما وحباهما وأكرمهما ثم إن وفود العرب من كل حي اجتمعت عند النعمان بن المنذر وفيهم أوس فدعا بحلة الملوك من حلل الملوك وقال للوفود احضروا في غد فإني ملبس هذه الحلة أكرمكم فلما كان الغد حضر القوم إلا أوسا فقيل له لم تتخلف فقا لإن كان المراد غيري فاجمل الأشياء بي أن لا أكون حاضرا وإن كنت المراد فسأطلب فلما جلس النعمان ولم ير أوسا قال اذهبوا إلى أوس فقولوا له احضر آمنا مما خفت فحضر فالبس الحلة فحسده قوم من أهله فقالوا للحطيئة أهجه ولك ثلثمائة ناقة فقال كيف أهجو رجلا لا أرى في بيتي أثاثا ولا مالا إلا منه ثم قال
(كيف الهجاء وما تنفعك صالحة ... من أهل لأم بظهر الغيب تأتيني)
فقال لهم بشر بن أبي خازم أنا أهجوه لكم فأعطوه النوق وهجاه فافحش في هجائه وذكر أمه سعدى فلما عرف أوس ذلك أغار على النوق فاكتسحها وطلبه فهرب منه والتجأ إلى بني أسد عشيرته فمنعوه منه ورأوا تسليمه إليه عارا فجمع أوس جديلة طيئ وسار بهم إلى أسد فالتقوا بظهر الدهناء تلقاء تيم فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت بنو أسد وقتلوا قتلا ذريعا وهرب بشر فجعل لا يأتي حيا يطلب جوارهم ألا امتنع من إجارته

الصفحة 496