كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 51 @
وأنه ابنتى سابور من فارس ونزلها وتنقل في البلدان وأنه وثب بإبليس حتى ركبه فطاف عليه في أداني الأرض وأقاصيها وأفزعه ومردته حتى تفرقوا وكان أول من اتخذ الصوف والشعر للبس والفرش وأول من اتخذ زينة الملوك من الخيل والبغال والحمير وأمر بإتخاذ الكلاب لحفظ المواشي وغيرها وأخذ الجوارح للصيد وكتب بالفارسية
وأن بيوراسب ظهر في أول سنة من ملكه ودعا إلى ملة الصائبين
كذا قال أبو جعفر وغيره من العلماء أنه ركب إبليس وطاف عليه والعهدة عليهم وإنما نحن نقلنا ما قالوه قال ابن الكلبي أول ملوك الأرض من بابل طهمورث وكان لله مطيعا وكان ملكه أربعين سنة وهو أول من كتب بالفارسية وفي أيامه عبدت الأصنام وأول ما عرف الصوم في ملكه وسببه أن قوما فقراء تعذر عليهم القوت فأمسكوا نهارا وأكلوا ليلا ما يمسك رمقهم ثم اعتقدوه تقربا إلى الله وجاءت الشرائع به
$ ذكر خنوخ وهو إدريس عليه السلام $
ثم نكح خنوخ بن يرد ويقال اذانه ابنة باويل بن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم وهو ابن خمس وستين سنة فولدت له متوشلخ بن خنوخ فعاش بعدما ولد متوشلخ ثلثمائة سنة ثم رفع واستحلفه خنوخ على أمر ولده وأمر الله وأوصاه وأهل بيته قبل أن يرفع وأعلمهم أن الله سوف يعذب ولد قابيل ومن خالطهم ونهاهم عن مخالطتهم وأنه كان أول من ركب الخيل لأنه سلك رسم أبيه خنوخ في الجهاد
ثم نكح متوشلخ عربا ابنة عزازيل بن أنوشيل بن خنوخ بن قين وهو ابن مائة سنة وسبع وثلاثين سنة فولدت له لملك بن متوشلخ فعاش بعدما ولد له لملك سبعمائة سنة وولد له بنون وبنات فكان كل ما عاش متوشلخ تسعمائة سنة وسبعا وشرين سنة ثم مات وأوصى إلى ابنه لملك فكان لملك يعظ قومه وينهاهم عن مخالطة ولد قابيل فلم

الصفحة 51