@ 512 @
$ يوم بارق $
قال المفضل الضبي إن بني تغلب والنمر بن قاسط وناسا من تميم اقتتلوا حتى نزلوا ناحية بارق وهي أرض السواد وأرسلوا وفدا منهم إلى بكر بن وائل يطلبون إليهم الصلح فاجتمعت شيبان ومن معهم وأرادوا قصد تغلب ومن معهم فقال زيد بن شريك الشيباني إني قد اجرت أخوالي وهم النمر بن قاسط فامضوا جواره وساروا وأوقعوا ببني تغلب وتميم فقتلوا منهم مقتله عظيمة لم تصب تغلب بمثلها واقتسموا الأسرى والأموال وكان من أعظم الأيام عليهم قتل الرجال ونهب الأموال وسبى الحريم فقال أبو كلبة الشيباني
(وليلة بسعادي لم تدع سندا ... لتغلبي ولا أنفا ولا حسبا)
(والنمريون لولا سر من ولدوا ... من آل مرة شاع الحي منتهبا)
$ يوم طخفة $
وهو لبني يربوع على عساكر النعمان بن المنذر قال أبو عبيدة وكان سبب هذه الحرب أن الرجافة وهي بمنزلة الوزارة وكان الرديف يجلس عن يمين الملك كانت لبني يربوع من تميم يتوارثونها صغيرا عن كبير فلما كان أيام النعمان وقيل أيام ابنه المنذر سألها حاجب بن زرارة الدرامي التميمي النعمان أن يجعلها للحرث بن بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع الدرامي التميمي فقال النعمان لبني يربوع في هذا وطلب منهم أن يجيبوا إلى ذلك فامتنعوا وكان منزلهم أسفل طخفة فحيث امتنعوا من ذلك بعث إليهم النعمان قابوس إبنه وحسانا أخاه ابني المنذر قابوس على الناس وحسان على المقدمة وضم إليهما جيشا كثيفا منهم الصنائع والوضائع وناس من تميم وغيرهم فساروا حتى أتوا طخفة فالتقوا هم ويربوع واقتتلوا وصبرت يربوع وانهزم قابوس ومن معه وضرب طارق أبو عميرة فرس قابوس فعقره وأسره وأراد أن يجز ناصيته فقال إن الملوك لا تجز نواصيها فأرسله وأما حسان فأسره بشر بن عمرو بن جوين فمن عليه وأرسله فعاد المنهزمون إلى النعمان وكان شهاب بن قيس بن كياس اليربوعي عند الملك فقال له يا شهاب أدرك ابني وأخي فإن أدركتهما حيين فلبني يربوع حكمهم وأرد عليهم ردافتهم وأترك لهم من قتلوا وما غنمواوأعطيهم الفي بعير فسار شهاب فوجدهما حيين فأطلقهما ووفى الملك لبني يربوع بما قال ولم يعرض لهم في