@ 518 @
امرأة ومعه سيفه فلما خرج النساء من عندها ودخل عليها الفطيون قتله مالك وخرج هاربا فقال بعضهم في ذلك من أبيات
( هل كان للفطيون عقر نسائكم ... حكم النصيب فبئس حكم الحاكم )
( حتى حباه مالك بمرشة ... حمراء تضحك عن نجيع قاتم )
ثم خرج مالك بن العجلان هاربا حتى دخل الشام فدخل على ملك من ملوك غسان يقال له أبو جبيلة واسمه عبيد بن سالم بن مالك بن سالم وهو أحد بني غضب بن جشم بن الخزرج وكان قد ملكهم وشرف فيهم وقيل إنه لم يكن ملكا وإنما كان عظيما عند ملك غسان وهو الصحيح لأن ملوك غسان لم يعرف فيهم هذا وهو أيضا من الخزرج على ما ذكر فلما دخل عليه مالك شكا إليه ما كان من الفطيون وأخبره بقتله وأنه لا يقدر على الرجوع فعاهد الله أبو جبيلة أن لا يمس طيبا ولا يأتي النساء حتى يذل اليهود ويكون الأوس والخزرج أعز أهلها ثم سار من الشام في جمع كثير وأظهر أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة فنزل بذي حرض وأعلم الأوس والخزرج ما عزم عليه ثم أرسل إلى وجوه اليهود يستدعيهم إليه وأظهر لهم أنه يريد الاحسان إليهم فأتاه أشرافهم في حشمهم وخاصتهم فلما اجتمعوا ببابه أمر بهم فادخلوا رجلا رجلا وقتلهم عن آخرهم فلما فعل بهم ذلك صارت الأوس والخزرج أعز أهل المدينة فشاركوا اليهود في النخل والدور ومدح الرمق بن زيد الخزرجي أبا جبيلة بقصيدة منها
( وأبو جبيلة خير من ... يمشي وأوفاه يمينا )
( وأبرهم برا وأعلمهم ... بهدى الصالحينا )
( أبقت لنا الأيام والحرب ... المهمة تعترينا )
( كبشاله قرن يعض ... حسامه الذكر السنينا )
فقال له أبو جبلة عسل طيب في وعاء سوء وكان الرمق رجلا ضئيلا فقال الرمق إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ورجع أبو جبيلة إلى الشام ( حرض ) بضم الحاء والراء المهملتين وآخره ضاد معجمة