كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 520 @
فبلغ ذلك أخاه عاصم بن عمر فأمر قومه فاستعدوا للقتال وأرسل إلى بني جحجبا يؤذنهم بالحرب التقوا بالرحابة فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت بنو جحجبا ومن معهم وانهزم معهم أحيحة فطلبه عاصم بن عمرو فأدركه وقد دخل حصنه فرماه بسهم فوقع في باب الحصن فقتل عاصم أخا لأحيحة فمكثوا بعد ذلك ليالي فبلغ أحيحة أن عاصما يتطلبه ليجد له غرة فيقتله فقال أحيحة
( نبئت أنك جئت تسري ... بين داري والقبابه )
( فلق وجدت بجانب الضحيان ... شبانا مهابه )
( فتيان حرب في الحديد وشامرين كأسد غابه )
( هم نكبوك عن الطريق ... فبت تركب كل لابه )
( أعصيتم لا تجزع فان الحرب ... ليست بالدعابه )
( فانا الذي صبحتكم ... بالقوم إذ دخلوا الرحابه )
( وقتلت كعبا قبلها ... وعلوت بالسيف الذؤابه )
فأجابه عاصم
( أبلغ أحيحة أن عرضت ... بداره عني جوابه )
( وأنا الذي أعجلته ... عن مقعد ألهي كلابه )
( ورميته سهما فاخطأه ... وأغلق ثم بابه )
في أبيات ثم أن أحيحة أجمع أن يبيت بني النجار وعنده سلمى بنت عمرو بن زيد النجارية وهي أم عبد المطلب جد النبي فما رضيت فلما جنا الليل وقد سهر معها أحيحة فنام فلما نام سارت إلى بني النجار فاعلمتهم ثم رجعت فحذروا وغدا أحيحة بقومه مع الفجر فلقيهم بنو النجار في السلاح فكان بينهم شيء من قتال وانحاز

الصفحة 520