كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 531 @
$ حرب حاطب $
ثم كانت الوقعة المعروفة بحاطب وهو حاطب بن قيس من بني أمية بن يزيد بن مالك بن عوف الأوسي وبينها وبين حرب سمير نحو مائة سنة وكان بينما أيام ذكرنا المشهور منها وتركنا ما ليس بمشهور وحرب حاطب آخر وقعة كانت بينهم إلا يوم بعاث حتى جاء الله بالإسلام وكان سبب هذه الحرب إن حاطبا كان رجلا شريفا سيدا فأتاه رجل من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان فنزل عليه ثم أنه غدا يوما إلى سوق بني قينقاع فرآه يزيد بن الحرث المعروف باسم فسحم وهي أمه وهو من بني الحرث بن الخزرج فقال يزيد لرجل يهودي لك ردائي أن كسعت هذا الثعلبي فاخذ رداءه وكسعه كسعة سمعها من بالسوق فنادى الثعلبي يا لحاطب كسع ضيفك وفضح وأخبر حاطب بذلك فجاء إليه فسأله من كسعه فأشار إلى اليهودي فضربه حاطب بالسيف فلق هامته فاخبر ابن فسحم الخبر وقيل له اليهودي قتله حاطب فأسرع خلف حاطب فأدركه وقد دخل بيوت أهله فلقي رجلا من بني معاوية فقتله فثارت الحرب بين الأوس والخزرج واحتشدوا واجتمعوا والتقوا على جسر ردم بني الحرث بن الخزرج وكان على الخزرج يومئذ عمرو بن النعمان البياضي وعلى الأوس حضير بن سماك الأشهلي وقد كان ذهب ذكر ما وقع بينهم من الحروب فيمن حولهم من العرب فسار إليهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري وخيار بن مالك بن حماد الفزاري فقدما المدينة وتحدثا مع الأوس والخزرج في الصلح وضمنا أن يتحملا كل ما يدعي بعضهم على بعض فأبوا ووقعت الحرب عند الجسر وشهدها عيينة وخيار فشاهدا من قتالهم وشدتها ما أيسا معه من الاصلاح بينهم فكان الظفر يومئذ للخزرج وهذا اليوم من أشهر أيامهم وكان بعده عدة وقائع كلها من حرب حاطب فمنها

الصفحة 531