@ 536 @
فجئت لأحالفكم واذكر لكم من أمرنا ما تكونون بعده على رأس أمركم أنا قوم تخرج أماؤنا إلى أسواقنا ولا يزال الرجل منا يدرك الأمة فيضرب عجيزتها فإن طابت أنفسكم أن تفعل نساؤكم مثل ما تفعل نساؤنا حالفناكم وإن كرهتم ذلك فردوا إلينا حلفنا فقالوا لا نقر بهذا وكانت الأنصار بأسرها فيهم غيرة شديدة فردوا إليهم حلفهم وساروا إلى بلادهم فقال حسان بن ثابت يفتخر بما أصاب قومه من الأوس
(ألا أبلغ أبا قيس رسولا ... إذا ألقى له سمع مبين)
(فلست بحاضر إن لم يزركم ... خلال الدار مسبلة طحون)
(يدين لها العزيز إذا رآها ... ويسقط من مخافتها الجنين)
(تشيب الناهد العذراء منها ... ويهرب من مخافتها القطين)
(يطوف بها من النجار أسد كأسد الغيل مسكنها العرين)
(يظل الليث فيها مستكينا ... له في كل ملتفت أنين)
(كأن بهاءها للناظريها ... من الأسلات والبيض الفتين)
(كأنهم من الماذي عليهم ... جمال حين يجتلدون جون)
(فقد لاقاك قبل بعاث قتل ... وبعد بعاث ذل مستكين)
وهي طويلة أيضا
$ يوم الفجار الثاني للأنصار $
كانت الأوس قد طلبت من قريظة والنضير أن يحالفوهم على الخزرج فبلغ ذلك الخزرج فأرسلوا إليهم يؤذنونهم بالحرب فقالت اليهود لا نريد ذلك فأخذت الخزرج رهنهم على الوفاء وهم أربعون غلاما من قريظة والنضير ثم أن يزيد بن فسحم شرب يوما فسكر فتغنى بشعر يذكر فيه ذلك
(هلم إلى الاحلاف إذ رق عظمهم ... وإذا أصلحوا مالا لجذمان ضائعا)
(إذا ما امرؤ منهم أساء عمارة ... بعثنا عليهم من بني العير جادعا)