كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 537 @
( فأما الصريخ منهم فتحملوا ... وأما اليهود فاتخذنا بضائعا )
( أخذنا من الأولى اليهود عصابة ... لغدرهم كانوا لدينا ودائعا )
( فذلوا لرهن عندنا في حبالنا ... مصانعة يخشون منا القوارعا )
( وذاك بانا حين نلقى عدونا ... نصول بضرب يترك العز خاشعا )
فبلغ قوله قريظة والنضير فغضبوا وقال كعب بن أسد نحن كما قال إن لم نغر فحالف الأوس على الخزرج فلما سمعت الخزرج بذلك قتلوا كل من عندهم من الرهن من أولاد بني قريظة والنضير فاطلقوا نفرا منهم سليم بن أسد القرظي جد محمد بن كعب بن سليم واجتمعت الأوس وقريظة والنضير على حرب الخزرج فاقتتلوا قتالا شديدا وسمي ذلك الفجار الثاني لقتل الغلمان من اليهود
وقد قيل في قتل الغلمان غير هذا وهو أن عمرو بن النعمان البياضي الخزرجي قال لقومه بين بياضة إن أباكم أنزلكم منزلة سوء والله لا يمس رأسي ماء حتى أنزلكم منازل قريظة والنضير أو أقتل رهنهم وكانت منازل قريظة والنضير خير البقاع فأرسل إلى قريظة والنضير أما أن تخلوا بيننا وبين دياركم وأما أن نقتل الرهن فهموا بأن يخرجوا من ديارهم فقال لهم كعب بن أسيد القرظي يا قوم امنعوا دياركم وخلوه يقتل الغلمان ما هي إلا ليلة يضيب فيها أحدكم امرأة حتى يولد له مثل أحدهم فارسلوا إليهم أنا لا ننتقل عن ديارنا فانظروا في رهننا فعوالنا فعدا عمرو بن النعمان على رهنهم فقتلهم وخالفه عبد الله بن أبي سلول فقال هذا بغي واثم ونهاه عن قتلهم وقتال قومهم من الأوس وقال له كأني بك وقد حملت قتيلا في عباءة يحملك أربعة رجال فلم يقتل هو ومن أطاعه أحدا من الغلمان وأطلقوهم ومنهم سليم بن أسد جد محمد بن كعب وحالفت حينئذ قريظة والنضير الأوس على الخزرج وجرى بينهم قتال سمي ذلك اليوم يوم الفجار الثاني وهذا القول أشبه بأن يسمى اليوم فجارا وأما على القول الأول فإنما قتلوا الرهن جزاءا للغدر من اليهود فليس بفجار من الخزرج إلا أن يسمى فجارا لغدر اليهود

الصفحة 537