كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 547 @
زهرة فزوجه ابنته آمنة بنت وهب وهي لبرة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وبرة لأم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي وأم حبيب لبرة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فدخل عبد الله عليها حين ملكها مكانها فوقع عليها فحملت بسيدنا محمد ثم خرج من عندها حتى أتى المرأة التي عرضت عليه نفسها بالأمس فقال لها مالك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت بالأمس فقالت فارقك النور الذي كان معك بالأمس فليس لي بك اليوم حاجة وقد كان تسمع من أخيها ورقة بن نوفل أنه كائن لهذه الأمة نبي من بني اسماعيل وقيل إن عبد المطلب خرج بابنه عبد الله ليزوجه فمر به على كاهنة من خثعم يقال لها فاطمة بنت مر متهودة من أهل تبالة فرأت في وجهه نورا وقالت له يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الابل فقال لها
( أما الحرام فالممات دونه ... والحل لا حل فأستبينه )
( فكيف بالأمر الذي تبغينه ... يحمي الكريم عرضه ودينه )
ثم قال لها أنا مع أبي ولا أقدر أن أفارقه فمضى فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فأقام عندها ثلاثا ثم انصرف فمر بالخثعمية فدعته نفسه إلى ما دعته إليه فقال لها هل لك فيما كنت أردت فقالت يا فتى ما أنا بصاحبة ريبة ولكني رأيت في وجهك نور فأردت أن يكون في فأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد فما صنعت بعدي قال زوجني أبي آمنة بنت وهب قال فاطمة بنت مر
( إني رأيت مخيلة لمعت ... فتلألأت بحناتم القطر )
( فسماتها نور يضيء به ... ما حوله كإضاءة البدر )

الصفحة 547