@ 550 @
موت المطلب في ركح له وهو الفناء فأخذه فمشى عبد المطلب إلى رجالات قريش وسألهم النصرة على عمه فقالوا له ما ندخل بينك وبين عمك فكتب إلى أخواله من بني النجار يصف لهم حاله فخرج أبو سعيد بن عدس النجاري في ثمانين راكبا حتى أتى الأبطح فخرج عبد المطلب يتلقاه فقال له المنزل يا خال قال حتى ألقي نوفلا وأقبل حتى وقف على رأسه في الحجر مع مشايخ قريش فسل سيفه ثم قال ورب هذه البنية لتردن على ابن أختنا ركحه أو لأملأن منك السيف قال فإني ورب هذه البنية أرد عليه ركحه فأشهد عليه من حضر ثم قال لعبد المطلب المنزل يا بن أختي فأقام عنده ثلاثا فاعتمروا وانصرفوا فدعا ذلك عبد المطلب إلى الحلف فدعا بشر بن عمر وورقاء بن فلان ورجالا من رجالات خزاعة فحالفهم في الكعبة وكتبوا كتابا وكان إلى عبد المطلب السقاية والرفادة وشرف في قومه وعظم شأنه
ثم إنه حفر زمزم وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام التي أسقاه الله تعالى منها فدفنتها جرهم وقد تقدم ذكر ذلك وكان سبب حفره إياها أنه قال بينا أنا نائم بالحجر اذا أتاني آت فقال احفر طيبة قال قلت وما طيبة قال ثم ذهب
فرجعت الغد إلى مضجعي فمنت فيه فجاءني فقال احفر برة قال قلت وما برة قال ثم ذهب عني
قال فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر المضنونة قال قلت وما المضنونة قال فذهب عني
فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر زمزم إنك إن حفرتها لا تندم فقلت وما زمزم قال تراث من أبيك الأعظم لا تنزف أبدا ولا