كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 553 @
أبي بكر رضي الله عنه فلم يعرف عبد المطلب قاتله فلم يزل يبحث حتى عرفهما وإذا هما قد استجارا بحرب بن أمية فأتى حربا ولامه وطلبهما منه فأخفاهما فتغالظا في القول حتى تنافرا إلى النجاشي ملك الحبشة فلم يدخل بينهما فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى العدوي جد عمر بن الخطاب فقال لحرب يا أبا عمرو أتنافر رجلا هو أطول منك قامة وأوسم وسامة وأعظم منك هامة وأقل منك ملامة وأكثر منك ولدا وأجزل منك صفدا وأطول منك مددا وإني لأقول هذا وإنك لبعيد الغضب رفيع الصوت في العرب جلد المريرة لحبل العشيرة ولكنك نافرت منفرا
فغضب حرب وقال من انتكاس الزمان أن جعلت حكما
فترك عبد المطلب منادمة حرب ونادم عبد الله بن جدعان التيمي وأخذ من حرب مائة ناقة فدفعها إلى ابن عم اليهودي وارتجع ماله إلا شيئا هلك فغرمه من ماله
وهو أول من تحنث بحراء فكان إذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين جميع الشهر
وتوفي وله مائة وعشرون سنة وكان قد عمي وقيل غير ذلك
ابن هاشم واسمه هاشم عمرو وكنيته أبو نضلة وإنما قيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمه
قال ابن الكلبي كان هاشم أكبر ولد عبد مناف والمطلب أصغرهم أنه عاتكة بنت مرة السلمية ونوفل وأمه واقدة وعبد شمس فسادوا كلهم وكان يقال لهم المجيرون وهم أول من أخذ لقريش العصم فانتشروا من الحرم أخذ لهم هاشم

الصفحة 553