@ 558 @
اجعل اللواء فينا فقال الإسلام أوسع من ذلك فبطل
وأما الرفادة والسقاية فإن بني عبد مناف بن قصي عبد شمس وهاشم والمطلب ونوفل أجمعوا أن يأخذوها من بني عبد الدار لشرفهم عليهم وفضلهم فتفرقت عند ذلك قريش فكانت طائفة من بني عبد مناف وطائفة من بني عبد الدار لا يرون تغيير ما فعله قصي وكان صاحب أمر بني عبد الدار عارم بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار فكان بنو أسد بن عبد العزى وبنو زهرة بن كلاب وبنو تميم بن مرة وبنو الحارث بن فهر مع بني عبد مناف وكان بنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح وبنو عدي مع بني عبد الدار فتحالف كل قوم حلفا مؤكدا وأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا فوضعوها عند الكعبة وتحالفوا وجعلوا أيديهم في الطيب فسموا المطيبين وتعاقد بنو عبد الدار ومن معهم وتحالفوا فسموا الأحلاف وتعبوا للقتال ثم تداعوا إلى الصلح على ان يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة فرضوا بذلك وتحاجز الناس عن الحرب واقترعوا عليها فصارت لهاشم بن عبد المناف ثم بعده للمطلب بن عبد المناف ثم لأبي طالب بن عبد المطلب ولم يكن له مال فادان من أخيه العباس بن عبد المطلب بن عبد مناف مالا فانفقه ثم عجز عن الاداء فاعطى العباس السقاية والرفادة عوضا عن دينه فوليها ثم ابنه عبد الله ثم علي ثم عبد الله ثم محمد بن علي ثم داود بن علي بن سليمان بن علي ثم وليها المنصور وصار يليها الخلفاء وأما دار الندوة فلم تزل لعبد الدار ثم لولده حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار من معاوية فجعلها دار الإمارة بمكة وهي الآن في الحرم معروفة مشهورة ثم هلك قصي فأقام أمره في قومه من بعده ولده وكان قصي لا يخالف سيرته وأمره ولما مات دفن بالحجون فكانوا يزورون قبره ويعظمونه وحفر بمكة بئرا سماها العجول وهي أول بئر حفرتها قريش بمكة
( سيل ) بفتح السين المهملة والياء المثناة التحية
و ( حرام ) بفتح الحاء والراء المهملتين و ( رزاح ) بكسر الراء وفتح الزاي وبعد الألف حاء مهملة
و ( حبى ) بضم الحاء المهلمة وتشديد الباء الموحدة