@ 56 @
ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون
فأقبل نوح على عمل الفلك ولها عن دعاء قومه وجعل يهيء عتاد الفلك من الخشب والحديد والقار وغيرها مما لا يصلحه سواه وجعل قومه يمرون به وهو في عمله فيسخرون منه فيقول {إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون} قال ويقولون قد صرت نجارا بعد النبوة
وأعقم الله أرحام النساء فلا يولد لهم وصنع الفلك من خشب الساج وأمره أن يجعل طوله ثمانين ذراعا وعرضه خمسين ذراعا وطولها في السماء ثلاثين ذراعا
وقال الحسن كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع والله أعلم
ولأمر نوحا أن يجعله ثلاث طبقات سفلى ووسطى وعليا ففعل نوح كما أمره الله تعالى حتى إذا فرغ منه وقد عهد اللع إليه إذا جاء أمرنا وفار التنور فاحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن معه إلا قليل وقد جعل التنور آية فيما بينه وبينه فلما فار التنور وكان فيما قيل من حجارة كان لحواء وقال ابن عباس كان ذلك تنورا من أرض الهند وقال مجاهد والشعبي كان التنور بأرض الكوفة وأخبرته زوجته بفوران الماء في التنور وأمر الله جبرائيل فرفع الكعبة إلى السماء الرابعة وكانت من ياقوت الجنة كما ذكرناه وخبأ الحجر الاسود بجبل أبي قبيس فبقي فيه إلى أن بنى ابراهيم البيت فأخذه فجعله موضعه ولما فار التنور حمل نوح من أمر الله بحمله وهم أولاد ه الثلاثة سام وحام ويافث ونساؤهم وستة أناسي فكانوا مع نوح ثلاث عشرة
وقال ابن عباس كان في السفينة ثمانون رجلا أحدهم جرهم كلهم بنوشيش وقال قتادة كانوا ثمانية أنفس نوح وامرأته وثلاثة بنوه ونساؤهم وقال الأعمش كانوا سبعة ولم يذكر فيهم زوج نوح وحمل معه جسد آدم ثم أدخل ما أمر الله به من الدواب وتخلف عنه ابنه يام وكان كافرا وكان آخر من دخل السفينة الحمار فلما دخل صدره