@ 569 @
$ ذكر نكاح النبي على خديجة $
ونكح رسول الله خديجة بنت خويلد وهو ابن خمس وعشرين سنة وخديجة يومئذ ابنة أربعين سنة وسبب ذلك أن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كانت امرأة تاجر ذات شرف ومال وتستأجر في مالها وتضاربهتم إياه بشيء تجعله لهم منه وكانت قريش تجارا فلما بلغها عن رسول الله صدق الحديث وعظم الأمانة وكرم الأخلاق أرسلت إليه ليخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من غلامها ميسرة فأجابها وخرج معه ميسرة حتى قدم الشام فنزل رسول الله في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب فأطلع الراهب رأسه إلى ميسرة فقال من هذا فقال ميسرة هذا رجل من قريش فقال الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي
ثم باع رسول الله واشترى وعاد فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره فلما قدم مكة ربحت خديجة ربحا كثيرا وحدثها ميسرة عن قول الراهب وما رأى من إظلال الملكين إياه وكانت خديجة امرأة حازمة عاقلة شريفة مع ما أراده الله من كرامتها فأرسلت إلى رسول الله فعرضت عليه نفسها وكانت أوسط نساء قريش نسبا وأكثرهن مالا وشرفا وكل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه فلما أرسلت إلى النبي قال لأعمامه وخرج معه حمزة بن عبد المطلب وأبو طالب وغيرهما من عمومته حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها فولدت له أولاده كلهم إلا إبراهيم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم وبه كان يكنى وعبد الله والطاهر والطيب وقيل إن عبد الله ولد في الإسلام هو والطاهر والطيب فأما القاسم والطاهر والطيب فهلكوا في الجاهلية
وأما بناته فكن أدركن الاسلام فاسلمن وهاجرن معه وقيل إن الذي زوجها عمها عمرو بن أسد وأن أباها مات قبل التجارة قال الواقدي وهو الصحيح لأن أباها توفي قبل الفجار وكان منزل خديجة يومئذ المنزل الي يعرف بها اليوم فقال إن