كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 571 @
الزهري فقال مثل ذلك وبلغ عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله التيمي فقال مثل ذلك فلما بلغ الوليد ذلك انصف الحسين من نفسه حتى رضي
$ ذكر هدم قريش الكعبة وبنائها $
وفي سنة خمس وثلاثين من مولده هدمت قريش الكعبة وكان سبب هدمهم إياها أنها كانت رضيمة فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها وذلك أن نفرا من قريش وغيرهم سرقوا كنزها وفي غزالان من ذهب وكان في بئر في جوف الكعبة وكان أرم غزالي الكعبة أن الله لما أمر إبراهيم واسماعيل ببناء الكعبة ففعلا ذلك وقد تقدم ذكره وأقام إسماعيل بمكة وكان يلي البيت حياته وبعده وليه ابنه نبت فلما مات نبت ولم يكثر ولد إسماعيل غلبت جرهم على ولاية البيت فكان أول من وليه منهم مضاض ثم ولده من بعده حتى بغت جرهم واستحلوا حرمة البيت فظلموا من دخل مكة حتى قيل إن أسافا ونائلة زنيا في البيت فمسخا حجرين وكانت خزاعة قد أقامت بتهامة بعد تفرق أولاد عمرو بن عامر من اليمن فأرسل الله على جرهم الرعاف أفناهم فاجتمعت خزاعة على إجلاء من بقي منهم ورئيس خزاعة عمرو بن ربيعة بن حارثة فاقتتلوا فلما أحس عامر بن الحارث الجرهمي بالهزيمة خرج بغزالي الكعبة والحجر الأسود يلتمس التوبة وهو يقول
(لا هم إن جرهما عبادكا ... والناس طرف وهم تلادكا ... وهم قديما عمروا بلادكا)
فلم تقبل توبته فدفن غزالي الكعبة ببئر زمزم وطمها وخرج بمن بقي من جرهم إلى أرض جهينة فجاءهم سيل فذهب بهم أجمعين وقال عمرو بن الحارث
(كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر)
(بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر)
وولي البيت بعد جرهم عمرو بن ربيعة وقيل وليه عمرو بن الحارث الغساني

الصفحة 571