كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 572 @
ثم خزاعة بعده غير أنه كان في قبائل مضر ثلاث خلال الإجازة بالحج من عرفة وكان ذلك إلى الغوث بن مر بن أد وهو صوفة والثانية الإفاضة من جمع إلى منى وكانت إلى بني زيد بن عدوان وآخر من ولي ذلك منهم أبو سيارة عميلة بن الأعزل بن خالد والثالثة النسيء للشهور الحرام فكان ذلك إلى المقلس وهو حذيفة بن فقيم بن كنانة ثم إلى بنيه من بعده ثم صارت ذلك إلى أبي ثمامة وهو جنادة بن عوف بن قلع بن حذيفة وقام الإسلام وقد عادت الأشهر الحرام إلى أصلها فأبطل الله عز وجل النسيء
ثم وليت البيت بعد خزاعة قريش وقد ذكرنا ذلك عند ذكر قصي بن كلاب ثم حفر عبد المطلب زمزم فأخرج الغزالين كما تقدم وكان الذي وجد الغزلان عند دويك مولى لبني مليح ين خزاعة فقطعت قريش يده وكان فيهم اتهم في ذلك عامر بن الحارث بن نوفل وأبو هارب بن عزيز وأبو لهب بن عبد المطلب وكان البحر قد ألقى سفينة إلى جدة لتاجر رومي فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها فتهيأ لهم بعض ما يصلحها وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم فتشرف على جدار الكعبة وكان لا يدنو منها أحد إلا كشت وفتحت فاها فكانوا يهابونها فبينما هي يوما على جدار الكعبة اختطفها طائر فذهب بها فقالت قريش إنا لنرجو أن يكون الله عز وجل قد رضي ما أردناه وكان ذلك ورسول الله ابن خمس وثلاثين عاما وبعد الفجار بخمس عشرة سنة فلما أرادوا هدمها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم فتناول حجرا من الكعبة فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال يا معشر قريش لا تدخلوا في بنائها إلا طيبا ولا تدخلوا فيها مهر بغى ولا زنا ولا مظلمة أحد وقيل إن الوليد بن المغيرة قال هذا
ثم إن الناس هابوا هدمها فقال الوليد بن المغيرة أنا أبدأكم به فأخذ المعول فهدم فتربص الناس به تلك الليلة وقالوا ننظر فإن أصاب لم نهدم منها شيئا فاصبح الوليد سالما وغدا إلى عمله فهدم والناس معه حتى انتهى الهدم إلى الأساس ثم أفضوا

الصفحة 572