كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 576 @
قال { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فقرأت فأتيت خديجة فقلت لقد أشفقت على نفسي وأخبرتها خبري فقالت أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الامانة وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق
ثم انطلقت بي إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عمها وكان قد تنصر وقرأ الكتاب وسمع من أهل التوراة والانجيل فقالت اسمع من ابن أخيك فسألني فأخبرته خبري فقال هذا الناموس الذي أنزل على موسى بن عمران ليتني كنت حيا حين يخرجك قومك قلت أمخرجي هم قال نعم إنه لم يجئ أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ولئن أدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا
ثم إن أول ما نزل عليه من القرآن بعد اقرأ { ن والقلم وما يسطرون } و { يا أيها المدثر } { والضحى } وقالت خديجة لرسول الله فيما تثبته فيما أكرمه الله بن من نبوته يا بن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك قال نعم قال فجاءه جبريل فأعلمها فقالت قم فاجلس على فخذي فقام فجلس عليها فقال هل تراه قال نعم قالت فتحول فاقعد على فخذي اليمنى فجلس عليها فقالت هل تراه قال نعم فتحسرت فالقت خمارها ورسول الله في حجرها ثم قالت هل تراه قال لا قالت يا بن عم اثبت وأبشر فوالله إنك ملك ما هو بشيطان
وقال يحيى بن أبي كثير سألت أبا سلمة عن أول ما نزل من القرآن قال نزلت { يا أيها المدثر } أول قلت إنهم يقولون { اقرأ باسم ربك } قال سألت جابر بن عبد الله قال لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله قال جاورت

الصفحة 576