@ 578 @
$ ذكر المعراج برسول الله $
اختلف الناس في وقت المعراج فقيل كان قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل بسنة واحدة واختلفوا في الموضع الذي أسري برسول الله منه فقيل كان نائما بالمسجد في الحجر فأسري به منه وقيل كان نائما في بيت أم هانئ بنت أبي طالب وقال هذه يقول الحرم كله مسجد وقد روى حديث المعراج جماعة من الصحابة بأسانيد صحيحة قالوا قال رسول الله أتاني جبريل وميكائيل فقالا بأيهم أمرنا فقالا أمرنا بسيدهم ثم ذهبا ثم جاءا من القابلة وهم ثلاثة فألقوه وهو نائم فقلبوه لظهره وشقوا بطنه وجاؤوا بماء زمزم فغسلوا ما كان في بطنه من غل وغيره وجاؤوا بطست مملوء إيمانا وحكمة فملئ قلبه وبطنه إيمانا وحكمة قال وأخرجني جبريل من المسجد وإذا أنا بدابة وهي البراق وهي فوق الحمال دون البغل ثم مثل البراق خطوة عند منتهى طرفه فقال اركب فلما وضعت يدي عليه تشامس واستعصب فقال جبريل يا براق ما ركبك نبي أكرم على الله من محمد فانصب عرقا وانخفض لي حتى ركبته وسار بي نحو المسجد الأقصى فأتيت بإنائين أحدهما لبنا والآخر خمر فقيل لي اختر أحدهما فأخذت اللبن فشربته فقيل لي أصبت الفطرة أما أنكم لو شربت الخمر لغوت أمتك بعدك ثم سرنا فقال لي انزل فصل فصليت فقال هذا طور سيناء حيث كلم الله موسى ثم سرنا حتى أتينا بيت المقدس فلما انتهينا إلى باب المسجد أنزلني جبريل وربط البراق بالحلقة التي كان يربط بها الأنبياء فلما دخلت المسجد إذا أنا بالأنبياء حوالي وقيل بأرواح الأنبياء الذين بعثهم الله قبلي فسلموا علي فقلت يا جبريل من هؤلاء قال اخوانك من الأنبياء زعمت قريش أن لله شريكا وزعمت النصارى أن لله ولدا سل هؤلاء هل كان لله عز وجل شريك أو ولد فذلك قوله تعالى {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} فأقروا بالوحدانية لله عز وجل ثم جمعهم جبريل وقدمني فصليت بهم ركعتين ثم انطلق بي جبريل إلى الصخرة فصعد بي عليها فإذا معراج إلى السماء لا