كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 580 @
قال هذا موسى قلت فما باله يبكي قال يزعم بنو إسرائيل أني أكرم على الله من بني آدم وهذا الرجل من بني آدم قد خلفني وراءه قال ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قيل مرحبا به ونعم المجيء جاء فدخلنا فإذا رجل أشمط جالس على كرسي على باب الجنة وحوله قوم بيض الوجوه أمثال القراطيس وقوم في ألوانهم شيء فقام الذين في ألوانهم شيء فاغتسلوا في نهر وخرجوا وقد سارت وجوههم مثل وجوه أصحابهم فقلت من هذا قال أبوك إبراهيم وهؤلاء البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم وأما الذين في ألوانهم شيء فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم وإذا إبراهيم مستند إلى بيت فقال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه قال وأخذني جبريل فانتهينا إلى سدرة المنتهى وإذا نبقها مثل قلال هجر يخرج من أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فأما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات قال وغشينا من نور الله ما غشينا وغشيها الملائكة كأنهم جراد من ذهب من خشية اللهخ وتحولت حتى ما يستطيع أحد أن ينعتها وقام جبريل في وسطها فقال جبريل تقدم يا محمد فتقدمت وجبريل معي إلى حجاب فاخذ بي ملك وتخلف عني جبريل فقلت إلى أين فقال { وما منا إلا له مقام معلوم } وهذا منتهى الخلائق فلم أزل كذلك حتى وصلت إلى العرش فاتضع كل شيء وكل لساني من هيبة الرحمن ثم أنطق الله لساني فقلت التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله وفرض الله علي وعلى أمتي في كل يوم وليلة خمسين صلاة ورجعت إلى جبريل فأخذ بيدي وأدخلني الجنة فرأيت القصور من الدر والياقوت والزبرجد ورأيت نهرا يخرج من أصله ماء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل يجري على رضراض من الدر والياقوت والمسك فقال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك
ثم عرض علي النار فنظرت إلى أغلالها وسلاسلها وحياتها وعقاربها وما فيها من العذاب ثم أخرجني فانحدرنا حتى أتينا موسى فقال ماذا فرض عليك وعلى أمتك

الصفحة 580