كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 582 @
$ ذكر الاختلاف في أول من أسلم $
اختلف العلماء في أول من أسلم مع الاتفاق على أن خديجة أول خلق الله إسلاما فقال قوم أول من ذكر آمن علي روي عن علي عليه السلام أنه قال أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي ألا كاذب مفتر صليت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين
وقال ابن عباس أول من صلى علي وقال جابر بن عبد الله بعث النبي يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء وقال زيد بن أرقم أول من أسلم مع النبي علي
وقال عفيف الكندي كنت امرأ تاجرا فقدمت مكة أيام الحج فأتيت العباس فبينما نحن عنده إ ذ خرج رجل فقام تجاه الكعبة يصلي ثم خرجت امرأة تصلي معه ثم خرج غلام فقام يصلي معه فقلت يا عباس ما هذا الدين فقال هذا محمد بن عبد الله ابن أخي زعم أن الله أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه وهذه امرأته خديجة آمنت به وهذا الغلام علي بن أبي طالب آمن به وأيم الله ما أعلم على ظهر الأرض أحدا على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة قال عفيف ليتني كنت رابعا وقال محمد بن المنذر وربيعة بن أبي عبد الرحمن وأبو حازم المدني والكلبي أول من أسلم علي قال الكلبي كان عمره تسع سنين وقيل إحدى عشرة سنة وقال ابن إسحاق أول من أسلم علي وعمره إحدى عشرة سنة وكان من نعمة الله عليه أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال يوما رسول الله لعمه العباس يا عم إن أبا طالب كثير العيال فانطلق بنا نخفف عن عيال أبي طالب فانطلقا إليه وأعلماه ما أرادا فقال أبو طالب اتركا لي عقيلا واصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله عليا وأخذ العباس جعفرا فلم يزل علي عند النبي حتى أرسله الله فاتبعه وكان النبي إذا أراد الصلاة فانطلق هو وعلي إلى بعض الشعاب بمكة فيصليان ويعودان فعثر عليهما أبو طالب فقال يا بن أخي ما هذا الدين قال دين الله وملائكته ورسله ودين أبينا إبراهيم بعثني الله تعالى به إلى العباد وأنت أحق من دعوته إلى الهدى وأحق من أجابني قال لا أستطيع أن أفارق ديني ودين آبائي ولكن والله لا

الصفحة 582