كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 584 @
العاص خامسا وقال ابن إسحاق أسلم هو وزوجته همينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة من خزاعة بعد جماعة كثيرة
$ ذكر أمر الله تعالى نبيه بإظهار دعوته $
ثم إن الله تعالى أمر نبيه بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما يؤمر وكان قبل ذلك في السنين الثلاث مستترا بدعوته لا يظهرها إلا لمن يثق به فكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا فبينمان سعد بن أبي وقاص وعمار وابن مسعود وخباب وسعيد بن زيد يصلون في شعب اطلع عليهم نفر من المشركين منهم أبو سفيان بن حرب والأخنس بن شريق وغيرهما فسبوهم وعابوهم حتى قاتلوهم فضرب سعد رجلا من المشركين بلحى جمل فشجه فكان أول دم أريق في الاسلام في قول
قال ابن عباس لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} خرج رسول الله فصعد على الصفا فهتف يا صباحاه فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدقي قالوا نعم ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قال فنزلت {تبت يدا أبي لهب} السورة
وقال جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم لما أنزل الله على رسوله {وأنذر عشيرتك الأقربين} اشتد ذلك عليه وضاق به ذرعا فجلس في بيته كالمريض فأتته عماته يعدنه فقال ما اشتكيت شيئا ولكن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فقلن له فادعهم ولا تدع أبا لهب فيهم فإنه غير مجيبك فدعاهم فحضروا معه نفر من بني المطلب بن عبد مناف فكانوا خسمة وأربعين رجلا فبادره أبو لهب وقال هؤلاء هم عمومتك

الصفحة 584