@ 589 @
حمامة سبية أيضا وهو من مولدي السراة وكنيته أبو عبد الله فصار بلال لأميه بن خلف الجمحي فكان إذا حميت الشمس وقت الظهيرة يلقيه في الرمضاء على وجهه وظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتلقى على صدره ويقول لاتزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى
فكان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد والله يا بلال ثم يقول لأميه أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا فرآه أبو بكر يعذب فقال لأميه بن خلف الجمحي ألا تتقي الله في هذا المسكين فقال أنت أفسدته فابعدته فقال عندي غلام على دينك أسود أجلد من هذا أعطيكه به قال قبلت فأعطاه أبو بكر غلامه وأخذ بلالا فأعتقه فهاجر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله
ومنهم عمار بن ياسر أبو اليقظان العنسي وهو بطن من مراد وعنس هذا بالنون أسلم هو وأبوه وأمه وأسلم قديما ورسول الله في دار الأرقم بن أبي الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلا أسلم هو وصهيب في يوم واحد وكان ياسر حليفا لبني مخزوم فكانوا يخرجون عمارا وأباه وأمه إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء يعذبونهم بحر الرمضاء فمر بهم النبي فقال ( صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) فمات ياسر في العذاب واغلظت امرأته سمية القول لأبي جهل فطعنها في قلبها بحربة في يده فماتت وهي أول شهيدة في الاسلام وشددوا العذاب على عمار بالحر تارة وبوضع الصخر أحمر على صدره أخرى وبالتغريق أخرى فقالوا لا نتركك حتى تسب محمدا وتقول في اللات والعزى خيرا ففعل فأتى النبي يبكي فقال ما وراءك قال شر يا رسول الله كان الأمر كذا وكذا قال فكيف تجد قلبك قال أجده مطمئنا بالإيمان