@ 592 @
$ ذكر المستهزئين ومن كان أشد الأذى للنبي $
وهم جماعة من قريش فمنهم عمه أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب كان شديدا عليه وعلى المسلمين عظيم التكذيب له دائم الأذى فكان يطرح العذرة والنتن على باب النبي وكان جاره فكان رسول الله يقول أي جوار هذا يا بني عبد المطلب فرآه يوما حمزة فأخذ العذرة وطرحها على رأس أبي لهب فجعل ينفضه عن رأسه ويقول صاحبي أحمق وأقصر عما كان يفعله لكنه يضع من يفعل ذلك ومات أبو لهب بمكة عند وصول الخبر بانهزام المشركين ببدر بمرض يعرف بالعدسة
ومنهم الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وهو ابن خال النبي وكان من المستهزئين وكان إذا رأى فقر المسلمين قال لأصحابه هؤلاء ملوك الأرض الذين يرثون ملك كسرى وكان يقول للنبي أما كلمت اليوم من السماء يا محمد وما أشبه ذلك فخرج من أهله فأصابه السموم فاسود وجهه فلما عاد إليهم لم يعرفوه وأغلقوا الباب دونه فرجع متحيرا حتى مات عطشا وقيل إن جبريل أومأ إلى السماء فأصابته الأكلة فامتلأ قيحا فمات
ومنهم الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم السهمي كان أحد المستهزئين الذين يؤذون رسول الله وهو ابن العيطلة وهي أمه وكان يأخذ حجرا يعبده فإذا رأى أحسن منه ترك الأول وعبد الثاني وكان يقول قد غر محمد أصحابه ووعدهم أن يحيوا بعد الموت والله ما يهلكنا إلا الدهر وفيه نزلت {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} وأكل حوتا مملوحا فلم يزل يشرب الماء حتى مات وقيل أخذته الذبحة وقيل امتلأ رأسه قيحا فمات
ومنهم الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان الوليد يكنى أبا عبد شمس وهو العدل لأنه كان عدل قريش كلها لأن قريشا كانت تكسو البيت جميعها وكان الوليد يكسوها وحده وهو الذي جمع قريشا وقال إن الناس يأتونكم أيام الحج فيسألونكم عن محمد فتختلف أقواكم فيه فيقول هذا ساحر ويقول هذا كاهن ويقول هذا شاعر ويقول هذا مجنون وليس يشبه واحدا مما يقولون ولكن أصلح ما قيل فيه