@ 594 @
حماره فلدغ في رجله فانتفخت حتى صارت كعنق البعير فمات بعد هجرة النبي ثاني شهر دخل المدينة وهو ابن خمس وثمانين سنة
ومنهم النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار يكنى أبا قائد وكان أشد قريش في تكذيب النبي والأذى له ولأصحابه وكان ينظر في كتب الفرس ويخالط اليهود والنصارى وسمع بذكر النبي وقرب مبعثه فقال إن جاءنا نذير لنكونن أهدى من إحدى الأمم فنزلت { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } الآية وكان يقول إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين فنزل في عدة أيات أسره المقداد يوم بدر وأمر رسول الله بضرب عنقه فقتله علي بن أبي طالب صبرا بالأثيل
ومنهم أبو جهل بن هشام المخزومي كان أشد الناس عداوة للنبي وأكثرهم أذى له ولأصحابه واسمه عمرو وكنيته أبو الحكم وأما أبو جهل فالمسلمون كنوه به وهو الذي قتل سمية أم عمار بن ياسر وأفعاله مشهورة وقتل ببدر قتله ابنا عفراء وأجهز عليه عبد الله بن مسعود
ومنهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان وكانا على ما كان عليه أصحابهما من أذى رسول الله والطعن عليه وكانا يلقيانه فيقولان له أما وجد الله من يبعثه غيرك إن ههنا من هو أسن منك وأيسر فقتل منبه قتله علي بن أبي طالب ببدر وقتل أيضا العاص بن منبه بن الحجاج قتله أيضا علي ببدر وهو صاحب ذي الفقار وقيل منبه بن الحجاج صاحبه وقيل نبيه
( نبيه ) بضم النون وفتح الباء الموحدة
ومنهم زهير بن أبي أمية أخو أم سلمة لأبيها وأمه عاتكة بنت عبد المطلب وكان ممن يظهر تكذيب رسول الله ويرد ما جاء به ويطعن عليه إلا أنه ممن أعان على نقض الصحيفة واختلف في موته فقيل سار إلى بدر فمرض فمات وقيل أسر ببدر فأطلقه رسول الله فلما عاد مات بمكة وقيل حضر وقعة أحد فأصابه سهم فمات منه وقيل سار إلى اليمن بعد الفتح فمات هناك كافرا