@ 598 @
فقال إن عيني الأخرى لمحتاجة إلى ما نال لمثل هذا فقال له هل لك أن تعود إلى جواري قال لا أعود إلى جوار غير الله فقام سعد بن أبي وقاص إلى الذي لطم عين عثمان فكسر أنفه فكان أول دم أريق في الإسلام في قول وأقام المسلمون بمكة يؤذون فلما رأوا ذلك رجعوا مهاجرين إلى الحبشة ثانيا فخرج جعفر بن أبي طالب وتتابع المسلمون إلى الحبشة فكمل بها تمام اثنين وثمانين رجلا والنبي مقيم بمكة يدعوا الله سرا وجهرا فلما رأت قريش أنه لا سبيل لها إليه رموه بالسحر والكهانة والجنون وأنه شاعر وجعلوا يصدون عنه من خافوا أن يسمع قوله وكان أشد ما بلغوا منه ما ذكره عبد الله بن عمرو بن العاص قال حضرت قريش يوما بالحجر فذكروا النبي وما نال منهم وصبرهم عليه فبينما هم كذلك إذ طلع النبي ومشى حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا فغمزوه ببعض القول فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه مثلها ثم الثالثة فقال أتسمعون يا معشر قريش والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح قال فكأنما على رؤوسهم الطير واقع حتى إن أشدهم فيه ليرفؤه بأحسن ما يجد وانصرف رسول الله حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم حتى إذا أتاكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم كذلك إذ طلع رسول الله فوثبوا إليه وثبة رجل واحد يقولون له أنت الذي تقول كذا وكذا فيقول أنا الذي أقول ذلك فأخذ عقبة بن أبي معيط بردائه وقام أبو بكر الصديق دونه يقول وهو يبكي ويلكم {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} ثم انصرفوا عنه هذا أشد ما بلغت منه
$ ذكر إرسال قريش إلى النجاشي في طلب المهاجرين $
لما رأت قريش أن المهاجرين قد اطمأنوا بالحبشة وأمنوا وأن النجاشي قد أحسن صحبتهم ائتمروا بينهم فبعثوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي أمية ومعهما هدية