كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 60 @
في القيام به وكان أفريدون بن اثفيان مستخفيا من الضحاك فوافى كابي ومن معه فاستبشروا بموافاته فملكوه وصار كابي والوجوه لافريدون أعوانا على أمره فلما ملك وأحكم ما احتاج إليه من أمر الملك واحتوى على منازل الضحاك وسار في أثره فأسره بدنباوند في جبالها
وبعض المجوس تزعم أنه وكل به قوما من الجن وبعضهم يقول إنه لقي سليمان بن داود وحبسه سليمان في جبل دنباوند وكان ذلك الزمان يالشام فما برح بيوراسب بحبسه يجره حتى حمله إلى خراسان فلما عرف سليمان ذلك أمر الجن فأوثقوه حتى لا يزول وعملوا عليه طلمسا كرجلين يدقان باب الغار الذي حبس فيه أبدا لئلا يخرج فإنه عندهم لا يموت
وهذا أيضا من أكاذيب الفرس الباردة ولهم فيه أكاذيب أعجب من هذا تركنا ذكرها
وبعض الفرس يزعم أن أفريدون قتله يوم النيروز فقال العجم عند قتله أمر وزنوروز أي استقبلنا الدهر بيوم جديد فاتخذوه عيدا وكان أسره يوم المهرجان فقال العجم أمد مهرجان لقتل من كان يذبح وزعموا أنهم لم يسمعوا في أمور الضحاك بشيء يستحسن غير شيء واحد وهو أن بليته لما اشتدت ودام جوره وتراسل الوجوه في أمره فاجمعوا على المصير إلى بابه فوافاه الوجوه فاتفقوا على أن يدخل عليه كابي الاصبهاني فدخل عليه ولم يسلم فقال أيها الملك أي السلام أسلم عليك سلام من يملك الأقاليم كلها أم سلام من يملك هذا الاقليم فقال بل سلام من يملك الأقاليم لأني ملك الأرض فقال كابي إذ كنت تملك الأقاليم كلها فلم خصصتنا بأثقالك وأسبابك من بينهم فأقر بالإساءة وتألف القوم ووعدهم بما يحبون وأمرهم بالانصراف ليعودوا ويقضي حوائجهم ثم ينصرفوا إلى بلادهم وكانت أمه حاضرة تسمع معاتبتهم وكانت شرا منه فلما خرج القوم دخلت مغتاظة من احتماله وحلمه عنهم فوبخته وقالت له ألا أهلكتهم وقطعت أيديهم فلما أكثرت عليه قال لها يا هذا لا تفكري في شيء إلا وقد سبقت إليه إلا أن القوم بدهوني بالحق وقرعوني به فكلما هممت بهم تخيل لي الحق بمنزلة الجبل بيني وبينهم فما أمكنني فيهم شيء ثم جلس لأهل النواحي فوفى لهم بما وعدهم وقضى أكثر حوائجهم وقال بعضهم كان ملكه ستمائة سنة وكان عمره

الصفحة 60