@ 602 @
أربعين رجلا وإحدى وعشرين امرأة وقيل أسلم بعد خمسة وأربعين رجلا وأحدى وعشرين امرأة وكان رجلا جلدا منيعا وأسلم بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة وكان أصحاب النبي لا يقدرون يصلون عند الكعبة حتى أسلم عمر فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عندها وصلى معه أصحاب النبي وكان قد أسلم قبله حمزة بن عبد المطلب فقوي المسلمون بهما وعلموا أنهما سيمنعان رسول الله والمسلمين قالت أم عبد الله بنت أبي حثمة وكانت زوج عامر بن ربيعة إنا لنرحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر لبعض حاجته إذ أقبل عمر وهو على شركه حتى وقف علي وكنا نلقى منه البلاء أذى وشدة فقال أتنطلقون يا أم عبد الله قالت قلت نعم والله لنخرجن في أرض الله فقد آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا فرجا قالت فقال صحبكم الله ورأيت له رقة وحزنا قالت فلما عاد عامر أخبرته وقلت له لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا قال أطمعت في إسلامه قالت نعم فقال لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب لما كان يرى من غلظته وشدته على المسلمين فهداه الله تعالى فأسلم فصار على الكفار أشد منه على المسلمين
وكان سبب إسلامه أن أخته فاطمة بنت الخطاب كانت تحت سعيد بن زيد بن عمرو العدوي وكانا مسلمين يخفيان إسلامه من عمر وكان نعيم بن عبد الله النحام العدوي قد أسلم أيضا وهو يخفي إسلامه فرقا من قومه وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة يقرأها القرآن فخرج عمر يوما ومعه سيف يريد النبي والمسلمين وهم مجتمعون في دار الأرقم عند الصفا وعنده من يهاجر من المسلمين في نحو أربعين رجلا فلقيه نعيم بن عبد الله فقال أين تريد يا عمر فقال أريد محمدا الذي فرق أمر قريش وعاب وسب آلهتها فأقتله فقال نعيم والله لقد غرتك نفسك أترى بني عند مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمرهم قال وأي أهلي قال ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة فقد والله أسلما فرجع عمر إليهما وعندهما خباب بن الأرت يقرأهما القرآن فلما سمعوا حس عمر تغيب خباب وأخذت فاطمة الصحيفة فألقتها تحت فخذيها وقد سمع عمر