@ 604 @
أمر فماذا تريدون أترون بن عدي يسلمون لكن صاحبهم هكذا خلوا عن الرجل وكان الرجل العاص بن وائل السهمي قال عمر لما أسلمت أتيت باب أبي جهل بن هشام فضربت عليه بابه فخرج إلي وقال مرحبا بابن أخي ما جاء بك قلت جئت لأخبرك أني قد أسلمت وآمنت بمحمد وصدقت ما جاء به قال فضرب الباب في وجهي وقال قبحك الله وقبح ما جئت به وقيل في إسلامه غير هذا
$ ذكر أمر الصحيفة $
ولما رأت قريش الاسلام يفشو ويزيد وأن المسلمين قووا بإسلام حمزة وعمر وعاد إليهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أمية من النجاشي بما يكرهون من منع المسلمين عنهم وأمنهم عنده ائتمروا في أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على أن لا ينكحوا بني هاشم وبني المطلب ولا ينكحوا إليهم ولا يبيعوهم ولا يبتاعون منهم شيئا فكتبوا بذلك صحيفة وتعاهدوا على ذلك ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا لذلك الأمر على أنفسهم فلما فعلت قريش ذلك انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب فدخلوا معه في شعبه واجتمعوا وخرج من بني هاشم أبو لهب بن عبد المطلب إلى قريش فلقي هندا بنت عتبة فقال كيف رأيت نصري اللات والعزة قالت لقد أحسنت فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا لا يصل إلى أحد منهم شيء إلا سرا وذكروا أن أبا جهل لقي حكيم بن حزام بن خويلد ومعه قمح يريد به عمته خديجة وهي عند رسول الله في الشعب فتعلق به وقال والله لا تبرح حتى أفضحك فجاء أبو البختري بن هشام فقال مالك وله عنده طعام لعمته أفتمنعه أن يحمله إليها خل سبيله فأبى أبو جهل فنال منه فضربه أبو البختري بلحى جمل فشجه ووطئه وطئا شديدا وحمزة ينظر إليهم وهم يكرهون أن يبلغ النبي ذلك فيشمت بهم هو والمسلمون ورسول الله يدعو الناس سرا وجهرا والوحي متتابع إليه فبقوا كذلك ثلاث سنين
وقام في نقض الصحيفة نفر من قريش وكان أحسنهم بلاء فيه هشام بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن لؤي وهو ابن أخي نضلة بن هشام بن عبد مناف لأمه وكان يأتي بالبعير قد أوقر طعاما ليلا ويستقبل به الشعب ويخلع خطامه فيدخل الشعب فلما رأى ما هم فيه وطول المدة عليهم مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة