كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 605 @
المخزومي أخي أم سلمة وكان شديد الغيرة على النبي والمسلمين وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم يعني أبا جهل ثم دعوته إلى ما دعاك إليه ما أجابك أبدا فقال ماذا أصنع وإنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لنقضتها فقال قد وجدت رجلا قال ومن هو قال أنا قال زهير أبغنا ثالثا فذهب إلى المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقال له أرضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف وأنت شاهد ذلك موافق فيه أما والله لئن أمكننموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم أسرع قال ما أصنع إنما أنا رجل واحد قال قد وجدت ثانيا قال من هو قال أنا قال أبغنا ثالثا قال قد فعلت قال من هو قال زهير بن أبي أمية قال أبغنا رابعا فذهب إلى أبي البحتري بن هشام وقالوا له نحو مما قال للمطعم قال وهل من أحد يعين على هذا قال نعم قال من هو قال أنا وزهير والمطعم قال ابغنا خامسا فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه وذكر له قرابتهم قال وهل على هذا الأمر معين قال نعم وسمى له القوم فاتعدوا خطم الحجون الذي بأعلى مكة فاجتمعوا هنالك وتعاهدوا على القيام في نقض الصحيفة فقال زهير أنا أبدأكم
فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم وغدا زهير فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس فقال يا أهل مكة أنأكل ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يبتاعون ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة قال أبو جهل كذبت والله لا تشق قال زمعة بن الأسود أنت والله أكذب ما رضينا بها حين كتبت قال أبو البختري صدق زمعة لا نرضى ما كتب فيها قال المطعم بن عدي صدقتما وكذب من قال غير ذلك وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك قال أبو جهل هذا أمر قضي بليل وأبو طالب في ناحية المسجد فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا ما كان باسمك الله كانت تفتح بها كتبها وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة فشلت يده
وقيل كان سبب خروجهم من الشعب أن الصحيفة لما كتبت وعلقت بالكعبة اعتزل الناس بني هاشم وبني المطلب وأقام رسول الله وأبو طالب ومن معهما

الصفحة 605