@ 608 @
ففعل فلما وضعه بين يدي رسول الله وضع يده فيه وقال بسم الله ثم أكل فقال عداس والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة فقال له النبي من أي البلاد أنت وما دينك
قال أنا نصراني من أهل نينوى فقال رسول الله أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى قال له وما يدريك ما يونس قال رسول الله ذلك أخي كان نبيا وأنا نبي فأكب عداس على يدي رسول الله ورجليه يقبلهما فعاد فيقول ابنا الربيعة أحدهما للآخر أما غلامك فقد أفسده عليكط فلما جاء عداس قالا له ويحك مالك تقبل يديه ورجليه قال ما في الأرض خير من هذا الرجل قالا ويحك إن دينك خير من دينه
ثم انصرف رسول الله راجعا إلى مكة حتى إذا كان في جوف الليل قام قائما يصلي فمر به نفر من الجن وهم سبعة نفر من جن نصيبين رائحين إلى اليمن فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته ولو إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا
وذكر بعضهم أن رسول الله لما عاد من ثقيف أرسل إلى المطعم بن عدي ليجيره حتى يبلغ رسالة ربه فأجاره وأصبح المطعم قد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه فدخلوا المسجد فقال أبو جهل أمجير أم متابع قال بل مجير قال قد أجرنا من أجرت فدخل النبي مكة وأقام بها فلما رآه أبو جهل قال هذا نبيكم يا عبد مناف فقال عتبة بن ربيعة وما ينكر أن يكون منا نبي وملك
فأخبر رسول الله بذلك فأتاهم فقال ما أنت يا عتبة فما حميت لله وإنما حميت لنفسك وأما أنت يا أبا جهل فوالله لا يأتي عليك غير بعيد حتى تضحك قليلا وتبكي كثيرا وأما أنتم يا معشر قريش فوالله لا يأتي عليكم غير كثير حتى تدخلوا فيما تنكرون وأنتم كارهون فكان الأمر كذلك
وكان رسول الله يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب فأتى كندة في منازلهم وفيهم سيد يقال له مليح فدعاهم إلى الله وعرض نفسه عليهم فأبوا عليه فأبى كلبا إلى بطن منهم يقال لهم بنو عبد الله فدعاهم إلى الله وعرض نفسه عليهم فلم يقبلوا ما عرض عليهم ثم إنه أتى حنيفة وعرض عليهم نفسه فلم يكن