كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 609 @
أحد من العرب أقبح ردا عليه منهم ثم أتى بني عامر فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه فقال له رجل منهم أرأيت إن نحن تابعناك فأظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك
قال الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء قال له أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك
فلما رجع بنو عامر إلى شيخ لهم كبير فأخبروه خبر النبي ونسبه فوضع يده على رأسه ثم قال يا بني عامر هل من تلاف والذي نفسي بيده ما تقولها اسماعيلي قط وإنها لحق وأين كان رأيكم عنه ولم يزل رسول الله يعرض نفسه على كل قادم له اسم وشرف ويدعوه إلى الله وكان كلما أتى قبيلة يدعوهم إلى الإسلام تبعه عمه أبو لهب فإذا فرغ رسول الله من كلامه يقول لهم أبو لهب يا بني فلان إنما يدعوكم هذا إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم وحلفاءكم من الجن إلى ما جاء به من الضلالة والبدعة فلا تطيعوه ولا تسمعوا له
$ ذكر أول عرض رسول الله نفسه على الأنصار وإسلامهم $
فقدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف بطن من الأوس مكة حاجا ومعتمرا وكان يسمى الكامل لجلده وشعره ونسبه وهو القائل
(ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما يفري)
(مقالته كالسحر إذا كان شاهدا ... وبالغيب مأثور على ثغرة النحر)
(يسرك باديه وتحت أديمه ... نميمة غش تبتري عقب الظهر)
(تبين لك العينان ما هو كاتم ... وما جن بالبغضاء والنظرة الشزر)
(فرشني بخير طالما قد بريتني ... فخير الموالي من يريش ولا يبري)
فتصدى له رسول الله فدعاه إلى الاسلام وقرأ عليه القرآن فلم يبعد منه وقال

الصفحة 609