@ 612 @
قال أحلف بالله لقد جائكم بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم
فقال له سعد ما فعلت قال كلمت الرجلين والله ما رأيت بهما بأسا وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه فقام سعد مغضبا مبادرا لخوفه مما ذكر له ثم خرج إليهما فلما رآهما مطمئنين عرف ما أراد فوقف عليهما وقال لأسعد بن زرارة لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني فقال له مصعب أوتقعد فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره
فجلس فعرض عليه مصعب الاسلام وقرأ عليه القرآن فقال لهما كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين فقالا له ما قالا لأسيد فأسلم وتطهر ثم عاد إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم
قالوا سيدنا وأفضلنا قال فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله قال فوالله ما أمسى في دار عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة ورجع مصعب إلى منزل أسعد ولم يزل يدعوا إلى الاسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من بني أمية بن زيد ووائل وواقف فإنهم أطاعوا أبا قيس بن الأسلت فوقف بهم عن الاسلام حتى هاجر النبي ومضت بدر وأحد والخندق وعاد مصعب إلى مكة أسيد بضم الهمزة وفتح السين (وحضير) بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وتسكين الياء تحتها نقطتان وفي آخره راء
$ ذكر بيعة العقبة الثانية $
لما فشا الاسلام في الأنصار اتفق جماعة منهم على المسير إلى النبي مستخفين لا يشعر بهم أحد فساروا إلى مكة في الموسم في ذي الحجة مع كفار قومهم واجتمعوا به وواعدوه أوسط أيام التشريق بالعقبة فلما كان الليل خرجوا بعد مضي ثلثه مستخفين يتسللون حتى اجتمعوا بالعقبة وهم سبعون رجلا معهم امرأتان نسيبة بنت كعب أم عمارة وأسماء أم عمرو بن عدي من بني سلمة وجاءهم رسول الله ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو كافر أحب أن يتوثق لابن أخيه فكان العباس أول من تكلم فقال يا معشر الخزرج وكانت العرب تسمى الخزرج والأوس به إن محمدا منا حيث