@ 614 @
الأحمر والأسود فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو الله خزى الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة
قالوا فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فما لنا بذلك يا رسول الله قال الجنة قالوا أبسط يدك فبايعوه وما قال العباس بن عبادة ذلك إلا ليشد العقد له عليهم وقيل بل قاله ليؤخر الأمر ليحضر عبد الله بن أبي بن سلول فيكون أقوى لأمر القوم
فكان أول من بايعه أبو أمامة أسعد بن زرارة وقيل أبو الهيثم بن التيهان وقيل البراء بن معرور ثم بايع القوم فبايعوه فلما بايعوه صرخ الشيطان من رأس العقبة يا أهل الجباجب هل لكم في مذمم والصبأة معه قد اجتمعوا على حربكم
فقال رسول الله أما والله لأفرغن لك أي عدو الله ثم قال ارفضوا إلي رحالكم فقال له العباس بن عبادة والذي بعثك بالحق نبيا لئن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال لم نؤمر بذلك فرجعوا فلما أصبحوا جاءهم جلة قريش فقالو قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه وتبايعونه على حربنا وإنه والله ما من حي من أحياء العرب أبغض إلينا أن تنشب بيننا وبينهم الحرب منكم فحلف من هناك من مشركي الأنصار ما كان من هذا شيء فلما سار الأنصار من مكة قال البراء بن معرور يا معشر الخزرج قد رأيت أن لا أستبدر الكعبة في صلاتي فقالوا له أن رسول الله