@ 615 @
يستقبل الشام فنحن لا نخالفه فكان يصلي إلى الكعبة فلما قدم مكة سأل رسول الله عن ذلك فقال لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها فرجع إلى قبلة رسول الله فلما بايعوه ورجعوا إلى المدينة فكان قدومهم في ذي الحجة فأقام رسول الله بمكة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وهاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأول وقدمها لاثنتي عشرة ليلة خلت منه
وقد كانت قريش لما بلغهم إسلام من أسلم من الأنصار اشتدوا على من بمكة من المسلمين وحرصوا على أن يفتنوهم فأصابهم جهد شديد وهي الفتنة الآخرة وأما الأولى فكانت قبله هجرة الحبشة وكانت البيعة في هذه العقبة على غير الشروط في العقبة الأولى فإن الأولى كانت على بيعة النساء وهذه البيعة كان على حرب الأحمر والأسود
ثم أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى المدينة فكان أول من قدمها أبو سلمة ابن عبد الأسد وكانت هجرته قبل البيعة بسنة ثم هاجر بعد عامر بن ربيعة حليف بني عدي مع امرأته ليلى ابنة أبي حصمة ثم عبد الله بن جحش ومعه أخوه أبو أحمد وجميع أهله فاغلقت دارهم وتتابع الصحابة ثم هاجر عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة فنزلا في بني عمرو بن عوف وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن