@ 65 @
$ نبي الله هود عليه السلام $
فأما عاد فهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وهو عاد الأولى وكانت مساكنهم ما بين الشحر وعمان وحضرموت بالأحقاف فكانوا جبارين طوال القامة لم يكن مثلهم يقول الله تعالى {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة} فأرسل الله إليهم هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص ومن الناس من يزعم أنه هود وهو عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح وكانوا أهل أوثان ثلاثة يقال لأحدهما ضرا وللآخر ضمور وللثالث الهباء فدعاهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة دون غيره وترك ظلم الناس فكذبوه وقالوا من أشد منا قوة
ولم يؤمن بهود منهم إلا قليل وكان من أمره ما ذكره ابن إسحاق قال إن عادا أصابهم قحط تتابع عليهم بتكذيبهم هودا فلما أصابهم قالوا جهزوا منكم وفدا إلى مكة يستسقون لكم فبعثوا قيل بن عير ولقيم بن هزال ومرثد بن سعد وكان مسلما يكتم إسلامه وجلهمة بن الخيبيري خال معاوية بن بكر ولقمان بن عاد بن فلان بن عاد الأكبر في سبعين رجلا من قومهم فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر بظاهر مكة خارجا عن الحرم فأكرمهم وكانوا اخواله وصهره لأن لقيم بن هزال كان تزوج هزيلة بنت بكر أخت معاوية فأولدها أولادا كانوا عند خالهم معاوية بمكة وهم عبيد وعمرو وعامر وعمير بنو لقيم وهم عاد الآخرة التي بقيت بعد عاد الأولى فلما نزلوا علة معاوية طول مقامهم وتركهم ما أرسلوا له ذلك للجرادتين فقالتا قل شعرا نغنيهم به لا يدرون من قائله لعلهم يتركون فقال معاوية
(ألا ياقيل ويحك قم فهينم ... لعل الله يصحبنا غماما)
(فيسقي أرض عاد إن عادا ... قد أمسوا لا يبينون الكلاما)